أسباب حصوات المرارة .. ليست كبقية الحصوات التي قد تحدث بالكلى أو الحالب أو المثانة، وما يجعل هذا النوع من الحصوات موضع اهتمام، أنه يحدث في المرارة، وما أدراك ما المرارة.
عزيزي القارئ، هذه الحصوات قد تكون مسالمة خالية من المشاكل والتبعات التي تتبع أي مرض، وقد يترتب عليها دفعة من المشاكل التي تستوجب التدخل والمواجهة وإيجاد طريقة للعلاج، وذلك إذا تسببت هذه الحصوات في انسداد قنوات المرارة، حينها ترى ما هي التبعات؟
لابد أن نتعرف على ماهية هذه الحصوات التي تحدث بالمرارة، وذلك قبل الخوض في الحديث عن طرق الوقاية والعلاج.
تتكون حصوات المرارة نتيجة لنشوء خلل في كمية المواد المكونة للعصارة الصفراوية مما يؤدي لحدوث مشكلة بالتوازن بين مكونات العصارة المختلفة.
ثم يظهر بعد ذلك بعض الترسيبات الصلبة التي سرعان ما تتشكل معاً مكونةً كتل على هيئة بلورات لتعرف في النهاية بحصوات المرارة.
وتعتبر هذه الحصوات من الأسباب الرئيسية لحدوث الانسداد الذي ينتج عنه التهاب المرارة، ولها طبيعتها الخاصة، حيث تختلف في التكوين عن حصوات الكلى وكذلك تختلف في التشخيص والعلاج.
تتراوح هذه الحصوات في الحجم، حيث يمكن أن يكون حجمها صغيرًا جدًا، كحجم حبات الرمال، أو يمكن أن يكون كبيراً مثل حجم الليمونة!
ويمكن لحصوات المرارة أن تظهر على هيئة حصوة واحدة بشكل منفرد مُكونة من تجمع عدة كتل صلبة صغيرة.
كما يمكن أن تظهر على هيئة عدة حصوات معًا في وقت واحد مختلفة الأحجام والأشكال.
وتوجد بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص بحصوات المرارة، والتي يطلق عليها أسباب الإصابة.
- النوع
إذا كنت عزيزي القارئ رجلاً، فعليك أن تحمد الله، وذلك لأن مرض حصوات المرارة يصيب الإناث بشكل أكبر من الرجال.
وبشكل خاص السيدات اللائي أنجنبن مسبقًا، ومررن بتجربة الحمل والولادة عدة مرات، وكذلك السيدات المعتادة على تناول أقراص منع الحمل.
كما ترتفع فرص الإصابة بحصوات المرارة لدى الحوامل حيث أنه بطريقة ما يمكن للحمل أن يسبب توقفاً في تدفق العصارة الصفراوية.
- تزيد فرص الإصابة بحصوات المرارة مع تليف الكبد.
يؤدي التهاب الأوعية الناقلة للعصارة الصفراوية كما ذكرنا مسبقاً إلى تليف القناة الصفراوية وبالتالي مع التليف والضيق الحادث بها تزيد فرص ركود العصارة الصفراوية مسببة حدوث حصوات المرارة.
- التاريخ العائلي
تزيد فرص الإصابة بحصوات المرارة إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بها من قبل.
- السمنة
فعندما يكون الـ BMI أو مؤشر كتلة الجسم فوق 30، حينها قد تكون أكثر عرضة للإصابة.
- تزيد فرص الإصابة بحصوات المرارة مع التقدم في العمر.
- تزيد فرص الإصابة مع متلازمة القولون العصبي.
يصعب التعرف على هذا المرض قبل الإصابة به، فغالباً ما يظهر بدون أية أعراض، وذلك في حد ذاته يشكل بعض الخطورة التي من الممكن أن تنجم عن انسدادا بعض ممرات المثانة.
ولكن في حال وجود أعراض تدل على الإصابة بهذه الحصوات، فغالباً تتمثل في واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- ألماً مفاجئاً ومتصاعداً بسرعة في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
- ألماً مفاجئاً ومتصاعداً بسرعة في منتصف البطن، أسفل عظام الصدر مباشرة.
- الغثيان أو القيء.
- ألماً في الظهر بين لوحَيِ الكتف.
- ألما في الكتف الأيمن.
على الرغم من أن هذا المرض قد لا نشعر به، ومن أقل الأمراض خطورة، إلا أنه قد يتمحور ويتطور ثم يتشكل في شكل مجموعة من المضاعفات.
حينها قد تكون مضاعفات لا تدعوا للقلق، وتستوجب العلاج فقط، وقد تكون مضاعفات يصعب تحملها وتسبب المعاناة والألم، وتتمثل هذه المضاعفات في:
- التهاب المرارة.
- انسداد القناة الصفراء المشتركة.
- انسداد القناة البنكرياسية.
- سرطان المرارة.
هذه بعض المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بحصى المرارة، وإن كانت تبدوا كمضاعفات بعضها خطير والآخر قد يبدو مقبولاً، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بحصى المرارة، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- السمنة.
- الحمل وتناول بعض أنواع الأدوية الهرمونية.
- الإصابة بالسكري.
- تناول الأدوية الخافضة لمستوى الكوليسترول.
- خسارة الوزن بسرعة أو خلال فترة زمنية قصيرة جداً.
- التقدم في العمر، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بهذه المشكلة، وغير ذلك.
عزيزي القارئ.. هناك قاعدة أو بديهة نكررها دائماً مفادها "الوقاية خير من العلاج"، ولذا فنحن بحاجة ماسة للتعرف على الطرق الوقائية التي من الممكن أن تحول بيننا وبين الإصابة بهذه الحصوات.
باستثناء بعض الأمراض التي لا يمكن الوقاية منها، إلا أن الأصل في الأمراض تعدد سبل الوقاية منها.
ومن هذا المنطلق يوجد العديد من الطرق التي تحول بيننا وبين الوقوع في شباك هذا المرض، وتتمثل هذه الطرق في عدة عناصر يمكن عرضها كما يلي:
- وجود نظام غذائي صحي معتمد على الفواكه والخضراوات بشكل رئيسي.
- تقليل الدهون في النظام الغذائي واعتماد الزيوت النباتية الخالية من الكوليسترول بدلاً من السمن المشبع.
- تقليل الوزن والمحافظة على وزن صحي.
- إذا كنت من هواة الحمية الغذائية السريعة لفقدان الوزن فعليك أن تحذر ففقدان الوزن بشكل سريع ومفاجئ؛ فهذا يزيد من احتمالية الإصابة بحصوات المرارة ولذا عليك أن تعتمد على حمية غذائية صحية لا تترك ورائها آثارًا جانبية مدمرة على صحتك.
- شرب 8 أكواب أو ما يعادل 2 لتر على الأقل من المياه.
إذا كان الأمر مرتبطاً بالوقاية فهذا لا يفرض علينا تشخيص الإصابة، فمن الطبيعي أن تكون الوقاية قبل الإصابة بالمرض، أما في حالة إثبات الإصابة حينها نبحث عن طرق العلاج.
ولذلك قبل الحديث عن الطرق الممكنة للعلاج، فلابد من ذكر كيفية تشخيص هذا الداء، حتى إذا ثبت الإصابة به ننتقل إلى الخطوة التالية وهي العلاج.
ويمكن تشخيص الإصابة بحصى المرارة من خلال عدة طرق تتمثل في:
- التصوير فوق الصوتي للبطن.
- التنظير الداخلي بالتصوير فوق الصوتي.
- الفحوصات التصويرية الأخرى.
- اختبارات الدم.
بعد إجراء الفحوصات، والتأكد من الإصابة بحصوات المرارة، حينها ننتقل إلى البحث عن سبل العلاج، وتتمثل هذه السبل في عدة عناصر تتمثل في:
- العلاج عن طريق الجراحة.
- استئصال الجراحة بالمنظار.
- استئصال المرارة بالجراحة.
- استخدام الأدوية لتذويب حصوات المرارة.
- تناول حليب الشوك (قيد التجربة).
- استخدام زيت الخروع.
عزيزي القارئ.. على الرغم من أن هذا المرض لا يشكل خطورة، إلا أن التهاون بهذا الأمر غير مقبول، فالجبال مكونة من عدة حصوات، كما أن الحصى ما هو إلا مجموعة من الرمال، فقد تتطور هذه الحصوات التي تسكن المرارة وتتسبب في إحداث نتائج وخيمة.
المراجع:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29892986/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30582640/
www.mayoclinic.org
www.webmd.com