استخدام الكلاب للكشف عن فيروس كورونا الذي أزعج العالم وأقلق منامات الباحثين والسياسيين والاقتصاديين والعامة، وخطف أرواح عشرات الآلاف من الناس شرقًا وغربًا، وتسبب في مصائب هائلة في أمريكا والصين وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران.. ونشر القلق والهلع في كل أركان الدنيا.
العالم الآن ليس بصدد البحث عن علاجه فحسب، بل إن العالم يستنفر الآن كل إمكانياته لمجرد الكشف عنه ومعرفة المصابين به بطرق سريعة وآنية.. فما الجديد في الأمر؟
إن الجديد في محاولات التعرف على الإصابة بفيروس كورونا من عدمه هو محاولة استخدام الكلاب المدربة في الكشف عن الفيروس الفتاك.
كثيرًا ما يتم استخدام الكلاب المدربة في الكشف عن المخدرات وفك ألغاز الجرائم من قبل رجال الشرطة، والآن محاولة جديدة لشيء آخر.
نعم! إنها محاولة للاستفادة من الكلاب في الكشف عن الإصابة بـ كوفيد 19؛ وذلك على الرغم من توقف الكثيرين عن مخالطة الكلاب في هذه الآونة والتوقف عن بيع الكلاب والحيوانات الأليفة في بعض المناطق؛ بسبب ما يردده البعض من أنها ناقلة لفيروس كورونا المستجد.
ولكن المفارقة أن أسواقًا في بريطانيا - وفقًا لموقع تيليغراف البريطاني- نفذت فيها الحيوانات الأليفة بسبب كثرة الإقبال عليها؛ وذلك لكي تكون رفيقًا للبعض في العزلة والحجر الصحي التي تبدو أنها طويلة بعض الشيء.
وقد انطلقت مبادرة استخدام الكلاب للكشف عن فيروس كورونا المستجد من مؤسسة "ميديكل ديتكشن دوغز" في بريطانيا بالاشتراك مع مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة "دورام" في بريطانيا.
أمراض يمكن أن تكتشفها الكلاب؟
يُذكر أن الكلاب لها تجارب في الكشف عن بعض المصابين ببعض أنواع السرطان مثل سرطان البروستاتا وسرطان الثدي، ومرض باركنسون، والسكري، والالتهابات البكتيرية؛ وذلك من خلال حاسة الشم القوية لديها.
كما أثبت دراسات حديثة عن أن الكلاب تستطيع اكتشاف مرض الملاريا بشكل سريع ودقيق في الوقت ذاته، حتى ولو لم يظهر على الشخص أي أعراض، وقد جاءت هذه الدراسة واكتشاف الكلاب للإصابة بمرض الملاريا بعدما حصدت الملاريا في أعوام سابقة عشرات الآلاف من البشر وأصابت الملايين، وقالت ستيفن ليندساي، أخصائي علم الحشرات في الصحة العامة جامعة دورهام زأحد المشاركين في دراسة الملاريا: "إن المصابين بطفيليات الملاريا يولدون روائح مميزة على بشرتهم".
وأضافت صحيفة الغارديان: إن باحثين بريطانيين قدموا إثباتات على قدرة الكلاب في كشف إصابة البعض بالملاريا وذلك عن طريق استنشاق الجوارب.
الكلاب ومهمة جديدة ضد فيروس كوونا المستجد كوفيد 19
وقد كشفت مؤسسة "ميديكل ديتكشن دوغز" والمتعاونون معها أنهم يريدون الانتهاء من هذه الدراسة وتدريب استخدام الكلاب للكشف عن فيروس كورونا في غضون شهر ونصف وذلك "للمساعدة في توفير تشخيص سريع ومن دون إدخال معدات طبية إلى الجسم، في محاولة لوضع حد للوباء"، كما أضافوا أنه يمكن تدريب الكلاب أيضًا على اكتشاف الحمى كأحد أبرز أعراض فيروس كورونا المستجد.
وقالت رئيسة مؤسسة "ميديكل ديتكشن دوغز" كلير غيست: "من حيث المبدأ، نحن متأكدون من أن الكلاب يمكنها اكتشاف كوفيد 19.. نحن نبحث الآن في طريقة آمنة يمكننا من خلالها التقاط رائحة الفيروس من المرضى وتقديمها للكلاب".
وكشفت كلير غيست أن الهدف من وراء هذه التجربة والنجاح فيها هو الكشف عن إصابة الكثيرين ممن لا تظهر عليهم أعراض كوفيد 19 قبل نقل العدوى إلى آخرين.
يُذكر أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حتى هذه اللحظة يقارب 700 ألف إصابة ونحو ثلاثين ألف حالة وفاة، ويقع أكثرهم في أمريكا وإيطاليا وإسبانيا وإيران والصين.
المراجع
france24.com
arabic.rt.com
alhurra.com