تصور أنك تستيقظ من النوم في منتصف الليل وترى وتسمع كل ما يدور حولك لكن لا تستطيع تحريك ولو حتى طرف واحد من أطرافك، وبالرغم من أن ذلك لا يستمر إلا لمدة زمنية قصيرة تتراوح من ثوانٍ إلى بضع دقائق، إلا أنها تعتبر حالة مرهقة .. فما هو الجاثوم ؟
ما هو الجاثوم
يعتبر مرض الجاثوم أو الجافون أحد اضطرابات النوم التي تحدث عندما يكون الدماغ في حالة يقظة بينما يكون الجسم في حالة نوم، حيث أنك تستيقظ في منتصف الليل وترى وتسمع كل ما يدور حولك، لكنك غير قادر على تحريك أطرافك، الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة تعرف ب شلل النوم المؤقت، كما أنها لا تستدعي القلق
نسبة الإصابة بالجاثوم
تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أنه هناك شخص من كل ثلاثة أشخاص يمرون بنوبات الجاثوم لمرة واحدة على الأقل في حياتهم، كما أنه هناك نسبة من 20 إلى 30% من الأشخاص قط عانوا أو سيعانون مرتين في حياتهم، الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة قد تحدث في سن المراهقة أو البلوغ، لكنها تتلاشي أو تتراجع مع التقدم في العمر.
الجاثوم في النوم
فسرة منظمة الصحة الأمريكية ذلك النوع من الشلل المؤقت بالحالة الانتقالية، كما قالت بأن هذه الحالة هي عبارة عن اضطرابات تؤدي إلى توتر عضلي كامل يمنع النائمين من الخروج إلى الواقع.
الجاثوم علميا
يحدث شلل النوم بسبب ما يبدو أنه خلل أساسي في الدماغ في التفاعل بين اليقظة ونوم حركة العين السريعة (REM). خلال فترة حركة العين السريعة، تكون لديك أحلام نابضة بالحياة بشكل مكثف. لمنعك من تنفيذ هذه الأحلام الواقعية (وإيذاء نفسك!)، فإن عقلك لديه حل ذكي: إنه يشل جسمك بالكامل مؤقتًا. في الواقع، يمتلك دماغك “مفتاحًا” (حفنة من المواد الكيميائية العصبية) يميل بين النوم واليقظة. في بعض الأحيان يفشل “التبديل” – يستيقظ دماغك عن غير قصد بينما لا يزال جسمك تحت “نوبة” شلل حركة العين السريعة، مما يجعلك عالقًا في حالة متناقضة بين الواقعين المتوازيين: اليقظة ونوم حركة العين السريعة. أثناء شلل النوم، “تنتقل” الأحلام الواضحة لحركة العين السريعة إلى وعي اليقظة مثل الحلم الذي ينبض بالحياة أمام عينيك – الشخصيات ذات الأنياب وكل شيء
أسباب الجاثوم
هناك عدة أسباب لهذا المرض، نذكر أبرزها فيما يلي
القلق والتوتر والاكتئاب وكثرة الضغوط
التعب والإرهاق
التنقل من مكان إلى أخر
النوم غير المنتظم
وضعية النوم الغير مريحة
تناول الأدوية المنومة أو المهدئة
العوامل الوراثية
عدم النوم لفترات طويلة
تناول المخدرات
النوم على ظهرك في بعض الأحيان قد يؤدي لشلل النوم
أعراض الجاثوم
تشمل العلامات والأعراض المصاحبة للجاثوم ما يلي:
فقدان القدرة على الكلام
عدم القدرة على تحريك الجسم وبالأخص الأطراف
الشعر وكأن شيئاً ما يدفعك إلى الأسفل
الصعوبة في التنفس
يكون الشخص مستيقظاً
الهلوسة والشعور بالخوف
الإحساس بوجود شيء ما أو شخص ما عدواني في الغرفة أو جاثماً على الصدر أو يحاول خنق المصاب
الشعور بالخوف
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجاثوم
هناك عدة عوامل من الممكن أن تؤدي إلى خطر الإصابة بمرض الجاثوم تشمل أهمها
المعاناة من الضغوط النفسية
وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض
الإجهاد الجسدي
النوم على الظهر
عدم الحصول على قسط كافي من النوم
اضطراب ما بعد الصدمة
الجاثوم والسحر
للأسف الشديد أن بعض الذين يتعرضون لهذا المرض قد يظنون أنه سحر أو له علاقة بالجن، لكننا في هذا السياق نقول بأنه يجب عدم السماح لهذه الأفكار بالسيطرة على التفكير تحديداً قبل النوم، كما يمكن اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل “السوفرولوجيا”، أو أي طريقة روحانية أو دينية يرتاح لها الشخص الذي يعاني من الجاثوم، كما ننوه أيضاً إلى أن هذا المرض لا يعد من الأمراض الخطيرة ولا يستدعي القلق والارتباك.
هل مرض الجاثوم يقتل؟
كما قلنا إن هذا المرض ليس بالأمر الخطير أو المقلق، على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من البحث حول الآثار طويلة المدى لهذا المرض.
هل الجاثوم مرض نفسي؟
قد يفكّر البعض في أنّ الجاثوم هو مرضٌ نفسيّ بحدّ ذاته، أو أنّه ناجمٌ عن مجموعةٍ من الأمراض النفسيّة مُجتمعة وهذا غير صحيح، فهي أعراضٌ قد يشعر بها المريض نتيجةً لبعض الأمراض النفسيّة التي قد تُصيبه، خاصّةً تلك المُتطوّرة بعد الصدمات النفسيّة التي يُمكن أن يتعرّض لها، كالاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة أو أنواعٍ أُخرى، كالذين يمتلكون سمات العزلة ومُعايشتهم لأحلام اليقظة.
علاج الجاثوم
لا يوجد حتى الآن علاج للجاثوم أو شلل النوم، بالرغم من تمكّن العالم السويسري أنطوان أدامنتيديس، من اكتشاف الجزء المسؤول في الدماغ عن النوم الخفيف الذي يعرف باسم “نوم حركة العين غير السريعة”. وقد يؤدي هذا الاكتشاف المثير، إلى اكتشاف تقنيات جديدة تساعد في التعافي من حالة اللاوعي، ومساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات في النوم أو على الأقل يمكنهم معرفة ما يمنعهم من الحصول على نوم جيد.
إلى ذلك الحين، يتوجه الأطباء ببعض النصائح والإرشادات إما للوقاية أو للتخفيف من حدّة العارض والتأقلم معه. فهو ناتج عن سلوك ونمط حياة متعب نفسياً وجسدي
نصائح للوقاية من مرض الجاثوم
هناك مجموعة من النصائح البسيطة التي من شأنها المساعدة على الوقاية من الجاثوم، وتشمل:
الحصول على قسط كافي من النوم أثناء الليل
عدم إبقاء التلفاز أو الأضواء مشتغلة أثناء النوم
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
تخفيف التوتر في حياتك خاصة قبل النوم
تجربة وضعيات نوم جديدة، خاصةً إذا كنت تنام على ظهرك
الابتعاد عن مسببات الضغط النفسي والعصبي
علاج الاكتئاب إن وجد
الحرص على النوم والاستيقاظ في نفس المواعيد يوميًا
تجنب القيلولة بعد الساعة الثالثة ظهراً
عندما يتكرر الجاثوم يجب عليك الذهاب إلى الطبيب الذي من الممكن أن يصف إليك علاجا مناسبا، حيث قد يكون الاكتئاب هو السبب