الحقن المجهري هو أحد طرق التلقيح الصناعي والتي يتم فيها حقن حيوان منوي واحد داخل سيتوبلازم البويضة الناضجة ثم تترك البويضة الملقحة لإتمام حدوث الإخصاب
وتتم هذه العملية خارج جسم الأم وبعد التأكد من الأخصاب تنقل البويضة المخصبة إلي رحم الأم لتتم مراحل الحمل الطبيعية .
تاريخ الحقن المجهري
عام 1990 نشأت فكرة الحقن المجهري من قبل دكتور Gianpiero Palermo في جامعة فريجيه في بروكسل .
وبدأت الأبحاث والتجارب في نفس السنة وقام الدكتور Gianpiero بتكوين أول جنين نشط بالحقن المجهري ولكن لم يتم نقله إلي جسم الأم .
عام 1991 قام نفس الطبيب بتحقيق أول عملية حقن حقيقي باستخدام تقنية الحقن المجهري.
وفي يناير 1992 تمت أول ولادة ناجحة لطفل ناتج عن حمل باستخدام تقنية الحقن المجهري .
ومنذ عام 1993 وحتي الأن تتم عمليات الحقن المجهري وتتطور تقنيات أدائه بصورة .كبيرة
حتي وصلت نسبة نجاح إلي 90 % خلال السنوات الحالية.
ومن الجدير بالذكر أن عمليات الحقن المجهري ليست حل فقط لعلاج مشاكل الأنجاب عند .النساء
ولكنها ايضاً حل للتغلب علي بعض مشاكل الأنجاب عند الرجال .
غلباً ما نلجأ إلي الحقن المجهري في حالة وجود مشاكل في حدوث عملية الإخصاب قد تكون هذه المشاكل مصدرها الرجل أو المرأة .
حيث أنه لكي يحدث الأخصاب يجب أن تسبح الحيوانات المنوية خلال الجهاز التناسلي للأنثى حتي تصل إلي البويضة الناضجة في قناة فالوب .
ثم تبدأ الحيوانات المنوية في محاولة اختراق الغشاء المحيط بالبويضة حتي ينجح أحد الحيوانات المنوية وهو الأقوى في اختراق رأسه لغشاء البويضة
ثم بعد ذلك يتم الإخصاب باندماج نواة البويضة مع نواة الحيوان المنوي .
وبناء علي ذلك وفي حالة وجود مشكلة في الحيوانات المنوية للرجل مثل كونها قليلة العدد أو ضعيفة أو قليلة الحركة
أو عند المرأة في أن الغشاء المحيط بالبويضة سميك أو يصعب اختراقه تكون فرصة الأخصاب الطبيعية منخفضة جداً فلا يحدث حمل .
وهنا يكون الحل هو اللجوء للحقن المجهري .
متي نلجأ للحقن المجهري ؟
إليكم بعض مسببات ومشاكل العقم عند الرجال والنساء والتي تتغلب عليها عملية الحقن المجهري .
مشاكل عند الرجل
إنتاج عدد قليل من الحيوانات المنوية لا تكفي لحدوث التلقيح لطبيعي .
ضعف حركة الحيوانات المنوية عند الذكر .
ضعف الحيوانات المنوية وعدم قدرتها علي اختراق غشاء البويضة .
في حالة وجود انسداد في القناة التي تنقل الحيوانات المنوية إلي مجرى البول أو عدم وجود هذه القناة خلقياً
(وهنا يتم جمع الحيوانات المنوية جراحياً من الحوصلة المنوية )
مشاكل عند المرأة
انسداد قناة فالوب وهو الجزء الذي يحدث فيه الأخصاب في الجهاز التناسلي للمرأة .
وجود التصاقات في قناة فالوب أو أماكن أخري في الجهاز التناسلي بسبب إصابة الأم ببطانة الرحم المهاجرة سابقاً حتي لو تم معالجتها جراحياً .
فرط نشاط المبيضين عند المرأة (بسبب العقاقير المنشطة) مما ينتج عنه إنتاج عدد كبير من البويضات لا يمكن تلقيحها طبيعياً .
مشاكل في التبويض عند المرأة مثل عدم انتظام التبويض أو قلة عدد البويضات وعدم نجاح الأدوية في حلها .
حالات أخري
رغبة الأبوين في الحص الوراثي للجنة للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض وراثية مثل أنيميا الخلايا المنجلية أو ضمور وغيرها .
رغبة الأبوين في تحديد جنس الجنين .
عقم غير معرف السبب عند أحد الأبويين أو كلاهما .
كيف يتم إجراء عملية الحقن المجهري ؟
تتم العملية من خلال 5 خطوات أساسية
يتم أخذ بويضات ناضجة من الأم وتوضع مؤقتاً في ماصة ( pipette ) .
يتم أخذ عينة من السائل المنوي للأب ويؤخذ منها حيوان منوي واحد بإبرة دقيقة جداً ومجوفة .
حقن حيوان منوي واحد برفق وبدقة في سيتوبلازم البويضة (تكرر هذه العملية غالباً في أكثر من بويضة ) .
تترك البويضات الملقحة لمدة 24 ساعة ثم يتم تقييم علامات الإخصاب (اندماج نواة الحيوان المنوي مع نواة البويضة ) .
بعد حدوث الإخصاب تنقل بويضة مخصبة أو أكثر إلي داخل رحم الأم .
في خلال أسابيع قليلة يتم عمل اختبار حمل للكشف عن ما إذا كانت الأم حامل أو لا
وكم عدد الأجنة التي اندمجت في بطانة الرحم في حالة تم زرع أكثر من بويضة مخصبة في رحم الأم .
وغالباً يتم الاحتفاظ بالجنين الأقوى والأصح ويتم عمل شفط لباقي الأجنة ويمكن احتفاظ .الأم بأكثر من جنين إذا كانت حالتها تسمح بذلك من وجهة نظر الطبيب
الفرق بين الحقن المجهري و أطفال الأنابيب ؟؟
في حالة الحقن المجهري وكما ذكرنا مسبقاً يتم تلقيح البويضة معملياً بحيوان منوي واحد عن طريق الحقن ويتم ذلك خارج جسم الأم عن طريق الطبيب .
في حالة أطفال الأنابيب يتم وضع البويضة وعدد كبير من الحيوانات المنوية ( 50000 أو أكثر من الحيوانات المنوية ) في طبق أو أنبوب معملي
ويترك ليحدث التلقيح والأخصاب تلقائياً دون تدخل الطبيب
وبعد الأخصاب يتم تنمية البويضة المخصبة لمدة من 1 إلي 5 أيام في المعمل داخل بيئة مناسبة
حتي يتكون الجنين (الزيجوت ) ثم يتم نقله إلي رحم الأم .
وهنا نجد أنه في حالة أطفال الأنابيب لا يتم التغلب علي حالات العقم الناتجة من مشاكل في الأخصاب سواء عند الرجل أو المرأة والتي يتغلب عليها الحقن المجهري .
أسباب فشل عملية الحقن المجهري
بالنسبة للعديد من الأزواج الذين يعانون من العقم تشكل لهم عملية الحقن الملاذ الأخير، وأحيانًا كثيرة يلجأ إليها الزوجين بعد فشل خيارات العلاج الأخرى .
وعلي الرغم من أن هذه العمليات تمتلك نسبة نجاح عالية جداً إلا أنها أحياناً تنتهي بالفشل .
ومن خلال الدراسات الدولية التي أجريت على معدلات النجاح في الدول المختلفة والتي كانت تسلط الضوء على الاختلافات في معدلات الحمل بين المراكز
وكانت تتراوح من 20% إلى 70%…وهذا يعني ببساطة أن النجاح أو الفشل لهم نفس النسبة تقريباً حيث يعتمد على المكان الذي أجريت فيه العملية .
والجدير بالذكر أن تحقيق معدلات حمل عالية من الحقن المجهري هو مزيج من العديد من العوامل والتي تشمل الآتي:-
التقييم الدقيق للحالة.
الرعاية الشخصية التي تعالج كل التفاصيل في كل حالة.
تحسين جودة البويضات والحيوانات المنوية التي تم الحصول عليها.
مدى تقدم المركز الذي تجري فيه العملية .
استخدام إجراءات مبتكرة في خطط العلاج.
لذلك اختيارك للطبيب ذو الخبرة العالية والمركز المزود بتقنيات حديثة من أهم العوامل التي تزيد من نسبة نجاح عملية الحقن
ويجب أن تكون أول اعتباراتك إذا ما قررت القيام بهذه الخطوة .
وبناء علي ذلك يمكن اعتبار الحقن المجهري الحل الأمثل والوحيد لعلاج بعض الأنواع من مشاكل الإنجاب خاصة الحالات التي فشلت طرق علاج العقم الأخرى في حلها .
ولكن بالإضافة إلي المميزات المتعددة له هل يوجد تأثير سلبي علي الجنين بعد هذه العملية .. إليكم بعض من مميزات وعيوب عملية الحقن المجهري .
أولاً: مميزات عملية الحقن المجهري
يتم إجراء لسحب الحيوانات المنوية إلى البويضة من خلال طرق مباشرة تقضي على العقم عند الذكور، على الرغم من عدم وجود ضمان لنجاح هذا الإجراء بنسبة مئة في المئة
يزيد الاحتمالات وفرص الحمل وذلك عن طريق إزالة العنصر الرئيسي الذي يؤدي إلى العقم عند الذكور أو الإناث .
من المعروف أن السبب الرئيسي لعقم الذكور هو انخفاض عدد الحيوانات المنوية والحركة وضعف التشكل و الحقن المجهري هو الحل الأمثل لذلك.
تمتد فوائد الحقن المجهري إلى أبعد من مجرد العمل كعلاج لعقم الذكور، ولكن أيضًا لأي شخص مصاب بالشلل
أو خضع لعملية قطع القناة الدافقة التي لا رجعة فيها .
والأهم من ذلك أن الحقن المجهري هو خيار للأزواج الذين جربوا وفشلوا في كل طرق العلاج الأخرى
ولذلك الحقن المجهري يمكن أن يكون مفيدًا للغاية و يمكن اعتباره الملاذ الأخير لعلاج مشاكل الأنجاب عند الزوجين .
ثانياً: عيوب عملية الحقن المجهري
الحقن المجهري لديه بعض العيوب لأنه يهزم العملية الطبيعية لاختيار الحيوانات المنوية
بمعني أنه في التلقيح الطبيعي تقرر الطبيعة أفضل الحيوانات المنوية التي تحتوي على أفضل المواد الوراثية للوصول إلى البويضة من أجل زيادة فرص الإخصاب .
ولكن في حالة الحقن المجهري يتم اختيار الحيوان المنوي بواسطة الطبيب
لذلك فهذا لا يضمن لك الحصول علي مادة جينية صحية أو معدلات نجاح مائة بالمائة.
ومع ذلك فإنه لا يوجد حاليًا بحث قوي يثبت أن أيًا من الأطفال القادمين من عملية الحقن المجهري قد أصيب بضعف في مهاراتهم المعرفية والحركية .