الشبورة من المخاطر التي نواجهها يومياً وتشكل العديد من المشاكل، وعلى الرغم من أنها ظاهرة طبيعية تسمى الضباب، إلا أننا أصبحنا نسميها بالكارثة والخراب.
ولكن الأمر ليس هكذا، بل يجب أن نعلم كيف نتعامل مع هذه الظاهرة، خاصة على الطرق وأثناء السير والسفر، فإهمالنا في التعرف على سبل التعامل معها، لا يمنحنا فرصة إدانة هذه الظاهرة.
ولذا سنتعرف سوياً من خلال هذا المقال على كيفية تكوين هذه الظاهرة، وأفضل الطرق التي تمنحنا فرصة النجاة من قبضتها، فالأعمى يتعامل مع الظلام، فهل سنعجز عن التعامل مع الضباب…؟
ما هي الشبورة المائية؟ أو ما المقصود بالضباب الصباحي؟
لابد من التعرف على هذه الظاهرة قبل الخوض في إعطاء نصائح حول كيفية مواجهتها أو التعامل معها، فقد تتداخل العديد من المصطلحات في أذهاننا، ولذا فلابد من إزالة الغموض أو التشوشات التي قد تعتري أذهاننا.
وما أود قوله أن الضباب أو الشبورة كما نسميها، ليست كارثة كما يعتقد البعض، ولكنها ظاهرة طبيعية، ولعل هذا الأمر يصبح أكثر إيضاحاً من خلال تعريفها.
حيث تعرف الشبورة المائية أو “الضباب الصباحي” بأنها ظاهرة مائية طبيعية، عبارة عن سحب منخفضة قريبة من سطحالأرض.
السبب الرئيسي في تكوينها هو بخار الماء في الغلاف الجوي، وتحدث نتيجة لهدوء الرياح وتوفر كمية كافية من بخار الماء في الجو، ووجود نوات التكثيف والليل الصافي مع وجود التبريد على الأرض أو الطبقات السفلى.
ويعد الضباب الصباحي من الظواهر الجوية المؤثرة
حيث لها تأثير كبير على مدى الرؤية الأفقية، بحسب ما ذكره المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل.
كما تختلف درجة البخار باختلاف كثافته حيث كلما زادت كثافة البخار كان الضباب اشد كثافة. كما يُعَرّف بأنه سحابة تقلّل من الوضوح إلى أقل من 1 كم.
ما هي أنواع الضباب؟
الشبورة أو الضباب ليس نوعاً واحداً، بل يتميز بالتعددية، حيث ينقسم إلى مجموعة متنوعة ومختلفة من الأنواع، وذلك يمكن توضيحه من خلال العرض التالي:
ضباب الإشعاع الحراري، ويحدث نتيجة برودة الأرض لفقدانها الحرارة بالإشعاع.
الضباب المتنقل، يحدث نتيجة انتقال كتل من الهواء الحار والرطب على مناطق شديدة البرودة.
ضباب البحر، ويحدث في أماكن شمال المحيط الأطلسي أواخر الربيع وأوائل الخريف.
ضباب الدخان القطبي أو ضباب الصقيع، هو عبارة عن هواء شديد البرودة يمر على ماء دافىء جداً، فيتكثف بخار الماء المتصاعد من المياه الدافئة، مكوناً الضباب.
الضباب الجبهي، يتكون في مقدمة الجبهة الدافئة، ويحدث الضباب الجبهي في خطوط العرض الوسطى والعليا.
ضباب المدن، ينتج من تكثف بخار الماء على ذرات الغبار والكربون ودخان المصانع والمواقد والسيارات.
التبخر، يحدث في البحار والبحيرات ومصاب الأنهار نتيجة لتبخر الماء الساخن فيرتفع بخار الماء
ويلتقي مع الهواء البارد فيكثف ويكون الضباب.
ضباب تلاقي الكتل الهوائية، يحدث عندما تتلاقي كتل هوائية، بحرارة ورطوبة مختلفة، فإذا انخفضت درجة الحرارة إلى ما دون نقطة الندى بالقرب من سطح الأرض.
وعلى الرغم من تعدد هذه الأنواع، إلا أن هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في تكوين هذا الضباب
حيث أن لكل شيء سبب يؤدي إلى نتيجة معينة.
ما هي العوامل المؤثرة في تكوين الضباب؟ أو ما هي أسباب الشبورة؟
لكل شيء سبب، من هذا المنطلق يمكننا القول أن الشبورة لها العديد من الأسباب التي تتسبب في حدوثها، فهي لا تحدث هكذا بدون سبب
ولعلنا لاحظنا ذلك من خلال الظهور المتكرر للضباب أو الشبورة خلال فصل الشتاء.
ولكن من العجيب أن المناطق الجبلية ذاتها قد تتسب في إحداث الشبورة، كما تتسبب البحار في ذلك.
ويمكن إجمال العوامل التي تؤثر في إحداث الشبورة فيما يلي:
زيادة الرطوبة النسبية حتى تكون 100%
وجود مرتفع جوي
المناخ
التلوث الناتج عـن احتراق الفحم
يساعد على تجمع هذا الغاز جمود الهواء عن الحركة
يمكن أن تكون ضارة للإنسان وبيئته ويزداد الضرر أكثر عندما يساعد الدخان على تكوين الضباب.
المسطحات المائية
حيث يمثل القرب أو البعد عنها على حدوث الضباب، فالمناطق القريبة من سطح البحر يتركز فيها الضباب أكثر بسبب معدلات التبخر الموجودة فهذه المنطقة وكثافة الماء الموجود فالهواء بعكس المناطق البعيده من المسطحات المائية.
المناطق الجبلية
تؤثر المناطق الجبليه على حدوث الضباب حيث ان درجة الحرارة في المناطق الجبليه تكون أقل عن المناطق المنخفضه فيتكثف الهواء ويحدث الضباب في تلك المناطق.
كيف نتجنب المخاطر التي تواجهنها أثناء السير في ظل وجود الشبورة؟
لعل الخوف من الضباب أو الشبورة أصبح في نفس درجة الخوف من فيروس كورونا، خاصة بالنسبة للسائقين الذين يعانون من ويلات الغموض وعدم تمكنهم من الرؤية أثناء الصباح بسبب هذه الظاهرة.
لذا فكثيراً ما نبحث عن سبل الوقاية من آثار هذه الظاهرة
حيث يمكن تفادي المخاطر الناتجة عن الضباب من خلال العمل بالنصائح التالية:
الصابون
قد تكون تلك الفكرة شاذة لدى البعض ولكنها فعالة بشكل كبير، وطريقة تطبيقها تكون من خلال فرد طبقة رقيقة من الصابون الجاف على المساحة الداخلية للزجاج الأمامي والخلفي ثم مسحها بقطعة قماش.
دواء الشبورة
لمن لا يعلم فإن هناك نوع معين من السوائل البخاخة المضادة لتكون الشبورة على الزجاج يتم ابتياعه من متاجر لوازم السيارات.
التكييف
استخدام مكيف السيارة يكافح تكثف بخار الماء على زجاج السيارة، حيث أنه يسحب الهواء المشبع بالبخار من الداخل ويطرده خارج المقصورة.
DEFOG
تلك التقنية التي تتواجد في معظم أنواع السيارات تغفل البعض عن استخدامها،
وهي عبارة عن سخانات دقيقة متصلة بحواف الزجاج الأمامي والخلفي وتعمل على تجفيفه لمنع تكثف البخار.
الصمامات
في بعض الأحيان يكون السبب في الرطوبة بمقصورة السيارة ناجمة من أسباب أخرى غير العوالق المائية بالجو
حيث تكون صمامات التبريد السيارة غير محكمة وبفعل ارتفاع درجة حرارة المحرك تدخل الأبخرة الناجمة إلى داخل المقصورة بدلا من الخارج.
التوقف بالطريق
يحظر على السائق أن يتوقف بالطريق مهما كانت الظروف، وإذا كان التوقف اضطراريًا لعطل ما بالسيارة فيجب التزام أقصى اليمين مع إضاءة أنوار السيارة بالكامل أو إشعال نيران بالقرب من السيارة لتنبيه القادمين.
مسافة الأمان
حافظ دائمًا على مسافة الأمان بينك وبين السيارة التي أمامك حتى تستطيع تفادي أية اصطدامات محتملة.
تخطي السيارات
مهما كنت في عجلة من أمرك، حاول ألا تتخطى السيارات التي أمامك وذلك لتجنب أي اصطدامات.
الحارة الوسطى
إلتزام الحارة الوسطى بالطريق، يقيك من خطر الاصطدام بسيارة متوقفة على جانبي الطريق.
الأضواء وآلة التنبية
استعن بأضواء السيارة لتلمس الطريق، وكذلك قم باستخدام آلة التنبيه لإعلام من حولك بوجودك.
عزيزي القارئ.. يجب عليك اتباع هذه التعليمات حتى تتجنب الآثار التي من الممكن أن تسببها الشبورة
كما يجب التركيز أثناء القيادة وعدم الإنشغال بأي شيء آخر
فلابد أن تحافظ على نفسك وأن لا تتهاون بشأن هذه الظاهرة، ولكن كن على حذر.