الصيام والمرض النفسي
صيام رمضان من أركان الإسلام ومبانيه العظام، له فوائد نفسية كثيرة، فيه تربية وتهذيب للنفس وعلاج بل وقاية من كثير من الأمراض العضوية والأمراض النفسية، فيه الإيمان والإحسان والقرآن، فيه البر والصلة والعرفان، فيه شفاء للناس فما هي العلاقه بين الصيام والمرض النفسي
صيام رمضان
هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله، وهو واجب على كل مسلم عاقل بالغ صحيح مقيم
أساليب كثيرة للعلاج النفسي … نتائج قليلة
ظهرت أساليب مختلفة في ميدان العلاج النفسي لمن يعانون من اضطرابات شخصية .وأمراض نفسية
غير أن معظمها لم تحقق النجاح المرجو في القضاء على الأمراض النفسية أو الوقاية منها
درهم وقاية خير من قنطار علاج
ليس من المهم فقط أن نقوم بعلاج الأمراض النفسية الأكثر شيوعا بعد وقوعها، ولكن الأهم أن نعمل على الوقاية منها أو على الأقل نقلل من حدوثها قدر ما نستطيع،
قد يسأل سائل وما الجديد الذي سيضيفه دكتور تواصل، وهل هناك علاج نفسي جديد؟
في الحقيقة هو ليس علاجا فقط، بل هو وقاية من الأمراض النفسية اهتم به كثير من المحللين النفسيين ونحن نذكر به فقط
الصيام والإيمان
– يقول وليم جيمس-الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي-: (إن أعظم علاج للقلق ولا شك، هو الإيمان)
– ويقول أ.أ.بريل-المحلل النفسي-: (إن المرء المتدين حقا لا يعاني قط من مرض نفسي)
– ويقول أرنولد توينبي-المفكر العظيم-: (إن الأزمة التي يعاني منها الأوروبيون في العصر الحديث إنما ترجع في أساسها إلى الفقر الروحي)
– ولا شك أن الصيام في رمضان هو من أعظم الوسائل التي يتقرب بها المؤمن إلى خالقه ومولاه فيزيد إيمانه ويكثر إحسانه
الصيام والتجمعات
– ففي رمضان صلاة الجماعة وصلاة التراويح وصلة الأرحام والتجمع على الوجبات .الغذائية في نفس الوقت فطورا وسحورا
بالإضافة إلى اشتراك المجتمع كله في كثير من العادات والتقاليد، فضلا عن الإحسان إلى .الفقراء والإحساس بالضعفاء
– هذه الأمور مجتمعة تقضي على مشاعر العزلة والوحدة والتي تسبب أخطر أنواع .الأمراض النفسية
– ويرى أدلر-المحلل النفسي-أن الإنسان يستطيع أن يتخلص من الشعور بالوحدة والعزلة وما ينشأ عنهما من قلق واكتئاب-
وهي الأمراض النفسية الأكثر شيوعا-بتقوية علاقاته بالناس عن طريق العمل الاجتماعي النافع ومحبة الناس وصداقتهم، ولا شك أن الصيام .وجو رمضان له الكلمة العليا في هذا الأمر
الصيام … فوائد صحية ومزايا طبية
– ففي دراسة قام بها مركز هلمهولتز للأبحاث الطبية في ميونيخ ونشرتها المجلة العلمية المتخصصة (موليكولار ميدسين):
توصل العلماء أن الجسم أثناء الصيام ينتج بروتينا يؤثر على التحولات الكيميائية في الكبد, وهو ما يقلل من تكدس الدهون فيه والوقاية من مرض الكبد الدهني وتشحم الكبد
– ينقي الدم بالتخلص من السموم المتراكمة في الجسم
– يخفض من نسبة إصابته بأمراض الشيخوخة كفقدان الذاكرة والسكتات الدماغية
– التغذية السليمة المنتظمة تحسن من سير الدورة الدموية فترفع نسبة تزويد المخ بالأكسجين والسكريات وتحسن عمل المخ
– زيادة قوة المناعة عندما يقل الضغط على بقية أجهزة الجسم
ما علاقة الصحة الجسدية بالوقاية من المرض النفسي؟
يجيبك دكتور تواصل بسؤال آخر: هل حالتك النفسية وتفاؤلك وإقبالك على الحياة والعمل أفضل وأنت معاف في بدنك صحيح في جسدك أم وأنت غير ذلك؟
فالعقل السليم في الجسم السليم والنفس السليمة في البنية السليمة
للصيام فوائد نفسية عظيمة
– تدريب الإنسان على مقاومة الشهوات والتحكم فيها وبالتالي تصبح إرادته قوية وعزيمته صلبة فلا يستسلم لليأس ولا يركن للإحباط
وهذا أفضل إعداد للوقاية من أعراض الأمراض النفسية والجسدية والإقبال على الحياة والقيام بواجباته والاضطلاع بمسؤولياته
– تربية ضمير الإنسان فيصبح ملتزما بالسلوك الحسن بوازع من ضميره دون رقابة من أحد، وبالتالي لا يعاني من انفصام في شخصيته ولا يعيش بوجهين
– يشعر بآلام الجوع ويعاني من آلام الحرمان طوال النهار، وهذا يبعث في نفسه مشاعر الرحمة والود والبر والإحسان والتي تحميه من كثير من أعراض المرض النفسي
– يمهد الطريق للمدخنين ولكل من أدمن عادة من العادات للإقلاع عنها نهائيا
هذه بعض أدوار الصيام في الوقاية من أعراض المرض النفسي بما فيه من زيادة الإيمان وتلاوة القرآن وصلة الأرحام وكثرة الإحسان.
فما هو دور الصيام في علاج الأمراض النفسية بالإضافة إلى ما يصفه الأطباء المتخصصون والمحللون النفسيون
هذا ما سوف يجيبه لك دكتور تواصل في المقالات التالية
المراجع
1- القرآن وعلم النفس دكتور/ محمد عثمان نجاتي
2- دع القلق وابدأ الحياة ديل كارنيجي
3- https://m.dw.com/ar/11052016-