ربما لا أحد راضٍ عن عمله مهما كان يبدو سهلًا أو مريحًا، ومع كثرة الأسباب، كان السبب الأكبر في غالبية الاستبيانات هو المدير السيء ! ففي استفتاء على موقعٍ للوظائف في عام 2018 ، كانت النتيجة هي أن 76% من الموظفين يشعرون أن رئيسهم سيء، مقابل 19% فقط ينظرون له كمعلم و مثل أعلى! ولكن كيف تحدد بشكل علمي المدير السيء من الجيد؟ وكيف تستفيد من ذلك؟ بشكل عام، فالتعرف على مديرك بالعمل بشكل جيد يزيد من نقاط الاتفاق بينكما. كما يقلل ذلك من التلاقي في نقاط الاختلاف. فقد تستطيع استخدام عيوب مديرك في تسيير أعمالك بشكل أفضل، أو أن تنجو بنفسك في الوقت المناسب.
ما هي صفات المدير السيء؟
ليس كل المديرين كبعضهم البعض. وليس كل المديرين السيئين كذلك، فكل منهم قد يكون له مميزاته كما قد يكون له مساوئه. ولكن هناك بعض الصفات التي يكون لها تأثير سلبي أكبر من غيرها بكثير. إليك في السطور القادمة أهم هذه الصفات.
المدير السيء لا يعترف بخطئه أبدًا .. فكل شيءٍ على ما يرام
من أكثر الصفات المحبوبة في بيئة العمل هي شجاعة الاعتراف بالخطأ، ولكن لا يحظى الجميع بتلك الصفة. يعتبر بعض المديرين أن الاعتراف بوجود مشكلة هو اعتراف بالفشل وأن ذلك يهز صورته في ذهن موظفيه. ولكن على العكس الاعتراف بالخطأ والوقوف على المشكلات يمكن الموظفين من المساعدة في اصلاح المشكلة، واقتراح الحلول البديلة. وتجعل صورة المدير أكثر إنسانية فهو يخطئ ويصيب ويسعي للأفضل دائمًا. كما قد تجعل الموظفين يتمتعون بحرية تجربة بعض المخاطرات الذكية لتحقيق أقصى استفادة لمصلحة العمل، حيث ما دون ذلك يقتل روح الإبداع عند الجميع.
المدير السيء كثير الوعود المزيفة
“افعل كذا واحصل على علاوة”، “التزم بكذا وستجد ما يسرك”، “يمكنك الاستمتاع بعطلتك بعد الانتهاء من كذا” . كلها وعود قد تسمعها من مديرك، و لكنها إن أصبحت وعودًا زائفة متكررة، فبالتأكيد ستفقد الثقة في مديرك. للتغلب على هذا الأمر، يمكنك الحصول على الوعود مكتوبة لإثبات أحقيتك.
المدير السيء يلومك في حالة الخطأ، و لا يشكرك في حالة النجاح
البعض منا أو ممن نعرفه تعرض لموقف التقليل منه أو من عمله أمام الآخرين بواسطة مديره. بل أحياناً ينسب نجاح الجميع لشخصه، وفشل النتائج على أصحابها. إذا تركت هذا يمر مرور الكرام، ففي الأغلب هذه لن تكون المرة الأخيرة. فالمدير الجيد يعلم أن الانتقاد للعمل يجب أن يكون خلف الأبواب المغلقة، والثواب والعقاب بقدر المشاركة. ويقترح بعض الخبراء أن تعتذر أنت لمديرك على ما فعله هو في حقك! و تطلب منه أن يوجهك بآرائه فيما بينكما. هذا قد يقوي من العلاقة بينكما كثيرًا، وقد يكون لسياسات العمل دور في ذلك.
المدير السيئ يريدك أن تكون صورة منه
كثير من المديرين يريدون موظفيهم أن يفكروا ويعملوا ويقترحوا مثلهم بشكل كلي. فلا يستطيع أحد أن يغير من التصور الخاص بالمدير الذي يريد للجميع أن يسيروا فيه دون تغيير. ولكن على العكس، فالمدير الجيد يعلم أن اختلاف الشخصيات والعقول المشاركة في العمل يجعله أغنى وأقوى وأكثر تنوعاً. وللتغلب على ذلك النوع من المديرين فيمكنك الاستعانة بواحد أو أكثر من اقتراحاته وشكره على البقية، فتحافظ على روحك في العمل وكذلك تظهر له التقدير على مشاركته.
المدير السيء يبالغ في المتابعة والتدقيق
شكوى يعاني منها الكثير من الموظفين، وهي أن مديره يدقق في كل شيء ويدفعه لعمل كل شيء فوراً، وأكثر من شيء في نفس الوقت. تلك الطريقة لا تمكن الموظفين من فعل أي شيء بشكل صحيح، فهم دائماً تحت ضغط لا ينتهي، ولا حديث طبعاً عن قتل أي فرصة للإبداع. ويمكن التعامل مع ذلك المدير بإغراقه بالتفاصيل الدقيقة للعمل عن طريق الهاتف والرسائل النصية والبريد الاليكتروني. ذلك الأسلوب يجعل المدير يظن أن هذا الموظف متابع جيد لكل شيء فيتركه لحاله فهو مأمون الجانب، ولا خوف منه!