يعتبر الورم النقوي المتعدد من أشهر أمراض الجهاز المناعي والنخاع العظمي، ليس فقط لأعراضه المقلقة؛ ولكن كذلك لمضاعفاته التي قد تكون مميتة؛ لذا كان من المهم أن نعرف الكثير عنه لمكافحته وعلاجه بالشكل المطلوب.
ما هو الورم النقوي المتعدد ؟
يعرف طبياً هذا المرض بــ(Multiple Myeloma) يبدأ المرض بإصابة خلايا البلازما في الدم(Plasma cells) وهي نوع من أنواع كرات الدم البيضاء(White blood cells) وقد يبدأ المرض بخلية واحدة فقط مصابة ويبدأ بعدها إنتاج كميات من الخلايا المصابة من النخاع العظمي والتي تتراكم فيه منتجة أجيالًا جديدة من الخلايا المصابة لا تعمل بشكل صحيح و لا تموت أيضًا.
إن خلايا البلازما في الدم هي المسئولة عن إنتاج الأجسام المضادة بأنواعها المختلفة وبالتالي تقل القدرة المناعية للجسم بالإضافة إلي بعض الأمراض في أجهزة الجسم المختلفة سنذكرها لاحقًا.
أسباب الورم النقوي المتعدد
غالبًا ما يكون السبب غير معروف على الإطلاق ولكن هناك بعض العوامل التي تجعل الشخص محل خطورة لهذا المرض: 1. الرجال أكثر إصابة من السيدات بهذا المرض. 2. التاريخ المرضي الوراثي لإصابة أحد الأقارب مثل الآباء أو الاخوة بهذا المرض. 3. أصحاب البشرة السوداء أكثر إصابة بهذا المرض من غيرهم. 4. الأعمار الستينية وما فوقها أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الأعمار الصغيرة.
ولكن ليس معنى ذلك هو أن كل رجل ستيني أسود البشرة ولدى عائلته تاريخ مرضي بالتأكيد سيصاب بالمرض!! هذا يعني فقط أن النسب تشير إلى أنه قد يكون معرض بنسبة أكثر من غيره، ولكن ليس بالضرورة إصابته بالتأكيد.
الأعراض
1. تكرر العدوي؛ نظراً لضعف المناعة بالجسم. 2. الغثيان. 3. الإمساك. 4. فقدان الشهية. 5. فقدان الوزن. 6. العطش. 7. التشوش الذهني. 8. آلام العظام وتحديداً العمود الفقري وعظمة القفص بالصدر.
المضاعفات
1. العدوى المتكررة:
فبسبب تراكم خلايا البلازما المصابة والتي لا تعمل بشكل صحيح ولا يتخلص منها الجسم أيضاً يقل إنتاج الأجسام المضادة، وبالتالي يزيد تعرض المصاب لمزيد من العدوى.
2. الكسور المرضية:
قد يتساءل البعض ما علاقة هذا المرض بالكسور؟! ولكن العلاقة واضحة جداً فهو مرض يصيب النخاع العظمي للعظام الكبيرة المنتجة لخلايا البلازما؛ وبالتالي وبسبب زيادة الضغط الداخلي على تلك العظام يتمدد النخاع العظمي وتترقق العظام وتصبح أكثر عرضة للكسور.
3. مشاكل بالكلى:
تبدأ غالباً بقصور في عمل الكليتين نتيجة ضعف قدرتهما على التخلص من كميات كبيرة من الكالسيوم المذاب من العظام في الدم، وكذلك ضعفها نتيجة نقص المناعة، مما قد ينتهي بالفشل الكلوي.
4. فقر الدم:
في المراحل المتقدمة نتيجة تراكم خلايا الدم المصابة يفوق عددها الخلايا السليمة مما يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابة بمرض فقر الدم(Anemia). التشخيص: تم مناقشة التشخيص تفصيلاً في مقال سابق، ولكن يمكن تلخيصها في: 1. اختبارات الدم. 2. اختبارات البول. 3. فحص نخاع العظام. 4. اختبارات التصوير.
علاج الورم النقوي المتعدد
العلاج النهائي والشافي والحاسم من ذلك المرض هو زراعة النخاع، ولكن هناك العديد من العقبات التي تقف في وجه هذا الحل وهو وجود المتبرع المطابق للحالة والذي غالباً من يكون ضمن الأسرة. أو أن الشخص غير مؤهل للخضوع لهذا النوع من العلاج من الأساس لاعتبارات كثيرة غالبها صحية وفي الحالتين يخضع الشخص للعلاج المناعي باستخدام (الكورتيكوستيرويدات) والعلاج البيولوجي وللتثبيط من عمل تلك الخلايا المصابة وإعطاء فرصة للخلايا السليمة لأخذ اليد العليا.