تحديد نوع الجنين من الأمور التي تشغل ذهن الكثيرين فنحن إذا ما نظرنا للخلف خطوات نجد أن مجتمعنا كان يحمل الزوجة المسئولية كاملة عن نوع الجنين بل أنهم كانوا في كثير من الأحيان للأسف يقرنون ذلك بعيب فيها لأنها أنبت طفلة لا طفل لكن مع تقدم العلم ثبت أن الأمر على عكس ذلك تماماً.
تحديد نوع الجنين لم يكن مرتبطا بثقافتنا نحن فقط بل أننا نجد شعبا كالإغريق مثلا كان الرجل يقوم بربط خصيته اليسرى إذا ما أراد إنجاب طفل ذكر وكذلك كان معتقد الهنود فيما كان يعتقد الأسيويين أن زواج الرجل البدين من المرأة النحيفة ينجب انثا وبالعكس الى غير ذلك من المعتقدات على مر العصور
احتاج الأمر لسنوات طويلة من العلم والبحث حتى نقف على حقيقة إن الكروموسومات لدي الرجل هي (XY) في الوقت الذي كروموسومات الأنثى (XX)
هناك أنواع من تحديد نوع الجنين نستعرض منها
تحديد نوع الجنين بالسونار
السونار هو جهاز تصوير يعمل بالموجات ما فوق الصوتية
حيث يرسل موجات صوتية بترددات عالية من خلال رحم المرأة وتعود هذه الموجات على الجنين ليتحول هذا الارتداد إلى صورة تظهر على الشاشة توضح حركة ووضع الجنين في الرحم
وتنعكس هذه الموجات عن الأنسجة الصلبة كالعظام وتظهر في الصورة بلونٍ أبيض
وتنعكس كذلك على الأنسجة الناعمة وتظهر باللون الرمادي
أما السوائل كالسائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين يظهر باللون الأسود
والهدف من استخدام هذا الجهاز هو معرفة إن كان الجنين ينمو بشكل طبيعي أم لا
فوائد استخدام السونار في تحديد الجنين
معرفة هل الحمل في جنين واحد أو أكثر
فحص وجود نزيف من عدمه
فحص دقات التلب للجنين
تحديد موقع المشيمة
قياس معدل نمو الجنين
بيان ما إذا كان الحمل داخل أو خارج الرحم
قياس مستوى السائل الأمينوسي
بيان هل هناك عيوب خلقية أم لا؟
كيفية معرفة نوع الجنين من خلال السونار
في حالة ما إذا كان الجهاز المستخدم (السونار) في تحديد نوع الجنين متطورا فأنه يمكن الكشف على نوع الجنين في الشهر الثالث أما أن كان الجهاز عاديا فأنه يمكن تحديد نوع الجنين في الشهر الخامس
ويتم هذا عن طريق ملاحظة الأعضاء التناسلية فلو كان المولود ذكراً فان عضوه الذكري يكون ظاهرا بوضوح وحتى ان لم يكن ظاهراً بوضوح سنجد كرتان وهما الخصيتان وان كانت أنثي يظهر ذلك على شكل ثلاث خطوط بيضاء على الشاشة تمثل الفرج والشفرين اللذين سينموان لاحقا فيما بعد
تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري
كنا قد تحدثنا من قبل عن الحقن المجهري واطفال الانابيب
ونتناول هنا كيفية تحديد نوع الجنين من خلال تقنية الحقن المجهري
طريقتان لإجراء عمليات الحقن المجهري وتحديد جنس المولود
عملية الحقن المجهري
هي عملية جمع البويضات من المرأة والحيوانات المنوية من الرجل وأجراء تلقيحهم في المختبر ولزيادة نسبة النجاح
يتم حقن حيوان منوي واحد في كل بويضة يتم تلقيح البويضة بحقن الحيوان المنوي داخل البويضة تحت ميكروسكوب خاص وبمساعدة أدوات غاية في الدقة
وذلك من خلال طريقتين
الطريقة الأولى
من خلال عملية الحقن المجهري، وذلك عن طريق تنشيط التبويض عند الزوجة ثم سحب البويضات منها ودمجها مع الحيوانات المنوية الخاصة بالزوج، ويتم وضعهم في الحاضنات الخاصة بهم لانتظار كل جنين حتى يصبح له 8 خلايا ثم تؤخذ كل خلية تعبر عن كل جنين على حدة للتعرف على نوعه إذا كان ذكر أو أنثى وحقن النوع المرغوب فيه في رحم الزوجة
الحقن المجهري
يوفر إمكانية دراسة الصفات الوراثية لاستبعاد الكثير من الأمراض والعيوب الوراثية
والتي قد تكون متواجدة في أحد الجنسين، وهي الطريقة التي تحدد نسبة نجاح 90% لتحديد جنس المولود
الطريقة الثانية
أن الطريقة الأخرى لتحديد جنس المولود والمسماة بـ غربلة الحيوانات المنوية
ويتم فيها معالجة وفحص عينة السائل المنوي الخاصة بالزوج
ويتم اختيار الحيوانات المنوية التي تكون فيها نوعية الجنس المراد أكثر ليتم حقنها في رحم الزوجة أثناء فترة التبويض
وعند حدوث الحمل سيكون بالجنس المراد لهم بنسبة 70% وهو ما يطلق عليه عملية ترجيح جنس الجنين
الوسط الحامضي والقاعدي لاختيار جنس المولود
أصبح من المتعارف عليه أن الوسط ألحامضي هو أكثر ملائمة للحيوان المنوي الأنثوي والوسط القاعدي يناسب الحيوان المنوي الذكري واعتقد الناس بأن أنواع الغذاء تلعب دورا بتحديد جنس المولود وذلك بنتائج عمليات التمثيل الغذائي المختلفة والتي تعطى أوساطا حمضية أو قاعدية وهذا الأسلوب لم يحقق نتائج مشجعة على عكس الأنظمة الغذائية التي تغير من درجة استقبال البويضة للحيوان الذكري أو الأنثوي
توقيت الجماع لتحديد جنس الجنين (Sex Timing)
وتعتمد هذه الطريقة لتحديد نوع الجنين واختيار جنس المولود قبل الحمل على الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية التي تختلف فيها الحيوانات المنوية الذكرية عن الأنثوية والتى تبدوا وكأنها معكوسة
فبحسب الأبحاث والتي قالت إن الحيوان المنوي الذكري خفيف الوزن سريع الحركة ولكنه يعيش فترة قصيرة من الزمن
تحدثت فى الوقت نفسه عن خصائص مختلفة بشكل كبير في الحيوان المنوي الأنثوي حيث قال ان الحيوان المنوي الأنثوي ثقيل الوزن بطيء الحركة ويعيش لفترة زمنية أطول
وبناء على ذلك فانه يمكن بتحديد موعد التبويض لدى الزوجة ومن خلال تهيئة التوقيت المناسب للجماع لتكون النتيجة الجنس المرغوب به
فمثلا إذا حدث الجماع مباشرة بعد حدوث الاباضة فان الكفة ترجح للذكورة والعكس صحيح.
هل تحديد جنس المولود حلال أم حرام ؟
من الأمور الشائكة السؤال حول مشروعية تحديد جنس المولود هل هو حرام أم حلال؟
ونحن ننقل الإجابة القادمة من الدكتور / شوقي علام مفتي الديار المصرية والذي كان بتاريخ 21 من اغسطس من عام 2021 نقلا عن جرنال أخبار اليوم حول سؤال يحمل نفس المعنى
ما حكم تحديد جنس المولود ؟
أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
بالنسبة للإنجاب بوضع لقاح الزوج والزوجة خارج الرحم ثم إعادة نقله إلى رحم الزوجة؛ فإنه لا مانع منه شرعًا إذا ثبت قطعًا أن البويضةَ مِن الزوجة والحيوانَ المنوي مِن زوجها وتَمَّ تفاعُلُهُما وإخصابُهُما خارج رحم هذه الزوجة وأُعيدت البويضة مُلَقَّحةً إلى رحم تلك الزوجة دون استبدالٍ أو خلطٍ بمَنِيِّ إنسانٍ آخر، وكانت هناك ضرورةٌ طبيةٌ داعيةٌ إلى ذلك؛ كمرض بالزوجة أو الزوج يمنع ذلك، أو أن الزوجة لا تحمل إلَّا بهذه الوسيلة، وأن يتم ذلك على يدِ طبيبٍ حاذقٍ مؤتَمَنٍ في تعامله.
واشار المفتي الي حكم تحديد نوع الجنين؛ فقد خلق الله تعالى الإنسانَ خلقًا متوازنًا؛ فجعله زوجين: ذكرًا وأنثى، ومَيَّز كلًّا منهما بخصائص تتناسب مع الوظائف التي أقامه فيها، وبيَّن أن هذه هي طبيعة الخلق التي تقتضي استمراره؛ فقال تعالى: ﴿يأيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى • مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ [النجم: 45- 46]، وقال تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49].
وهذا التنوع في الخلق والتوازن في الطبيعة هو ما اقتضته حكمة الله تعالى العليم بكل شيءٍ والقدير على كل شيءٍ؛ قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ • أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 49- 50]
وعندما نتناول مسألةً كمسألة تحديد نوع الجنين، فإننا نعالجها على مستويين مختلفين؛ فإذا عالجناها على المستوى الفردي فالأصل في الأشياء الإباحة؛ لأن الإنسان يمكنه أن يتزوج أو لا يتزوج، وإذا تزوج فيمكنه أن يُنجِب أو لا ينجب، وإذا أنجب فيمكنه أن يُنَظِّم النسل أوْ لَا ينظِّمه، كلٌّ حسب ظروفه وأحواله، وكما يجوز للإنسان أن يعمل على زيادة نسبة اختيار نوع الجنين بما ينصح به المختصون في ذلك مِن اختيار نوع الغذاء، أو توقيت الجماع قبل التبويض أو أثنائه، أو غربلة الحيوانات المنوية، أو غير ذلك مِن الأساليب التي يعرفها أهلُها فكذلك يجوز التعامل المجهري مع الكروموسومات والمادة الوراثية DNA لنفس الغرض؛ إذ ليس في الشرع ما يَمنع مِن ذلك على المستوى الفردي، ولكن كل هذا بشرط ألَّا يكون في التقنية المستخدمة ما يَضُرُّ بالمولود في قابل أيَّامه ومستقبله، وهذا مَرَدُّه لأهل الاختصاص؛ فلا يُقبَل أن يكون الإنسان محلًّا للتجارب، ومحطًّا لِلتَّلَاعُب.
وعليه: فإن هناك فارقًا في الحكم بين تحديد نوع الجنين على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي؛ وذلك بناءً على ما هو مقرر شرعًا من اختلاف الفتوى باختلاف تعلق الحكم بالفرد وتعلقه بالأمة، وهذا نجده كثيرًا في كتب الفقه؛ مِن مثل قتال أهل البلدة إذا امتنعوا عن أداء سنة الفجر أو الأذان مع جواز ترك ذلك على المستوى الفردي الشخصي.
أما إذا عالجناها على مستوى الأمة فالأمر يختلف؛ لأن الأمر سيتعلق حينئذٍ باختلال التوازن الطبيعي الذي أوجده الله تعالى، وباضطراب التعادل العددي بين الذكر والأنثى الذي هو عامل مهم من عوامل استمرار التناسل البشري، وتصبح المسألة نوعًا من الاعتراض على الله تعالى في خلقه بمحاولة تغيير نظامه وخلخلة بنيانه وتقويض أسبابه التي أقام عليها حياة البشر
وختتم المفتي فتواه بقوله
: فالإنجاب بطريقة الحقن المجهري جائزٌ شرعًا إذا ثبت قطعًا أن البويضةَ مِن الزوجة والحيوانَ المنوي مِن زوجها وأُعيدت البويضة مُلَقَّحةً إلى رحم تلك الزوجة دون استبدالٍ أو خلطٍ بمَنِيِّ إنسانٍ آخر، وكانت هناك ضرورةٌ طبيةٌ داعيةٌ إلى ذلك، وكذلك تحديد جِنس الجنين جائزٌ شرعًا، ما لم يُشَكِّل اختيارُ أحد الجِنسين ظاهرةً عامة .
Ultrasound Signs for Determining Baby’s Sex
2021 About, Inc. (Dotdash) — All rights reserved
Am I Having a Boy or Girl? — Ultrasound & Sex Prediction
The ultrasound identification of fetal gender at the gestational age of 11–12 weeks