تشخيص متلازمة أسبرجر
لا شك أن نيوتن وآينشتاين من العبقريات التي خلدها التاريخ، ولكن مع ذلك فقد عانى الاثنان من متلازمة أسبرجر. لذا دعنا نتحدث في هذا المقال عن تشخيص متلازمة أسبرجر وأعراضها وعلاجها
هل يكون مرض متلازمة اسبرجر إحدى العلامات التي رافقت الكثير من العباقرة؟
ربما يكون الأمر مفاجئا أو صادمًا إذا سردنا لكم الكثير من العباقرة الذين عانوا من هذه المتلازمة؟
فـ بجوار نيوتن وآينشتاين يوجد فان جوخ، بيل جيتس، توماس أديسون، دان أيكرويد، نيكولا تيسلا، ستيفن سبيلبرج، موزارت، كورتني لاف، وغيرهم الكثيرون الذين عانوا من هذه المتلازمة.
إسحاق نيوتن العبقري المصاب بـ متلازمة أسبرجر
إن اسحاق نيوتن واحد من أعظم علماء القرن 18 في الفيزياء والرياضيات.
لم يتزوج نيوتن قط؛ ويذكر بعض الخبراء أن سبب ذلك هو إحساسه بعدم الأمان بسبب ابتعاده عن أمه في طفولته؛ حيث عاش عند جده بسبب طلاق أبويه وزواج أمه برجل آخر.
كذلك لم يكن لنيوتين الكثير من الأصدقاء بسبب عزلته، سوى منافسيه ومنتقديه علميا.
لم يكن نيوتن عند مولده طفلا عاديًا، فقد حكت له أمه عند كبره أنه ولد صغير الحجم جدا، ومع هذا الصغر كان ضعيفا جدا، وكان الجميع يتوقع موته خلال أيام أو ساعات.
وحينما ألحقته أمه بالمدرسة كان بليدًا بعض الشيء، وأثار الكثير من شكوى مدرسيه ضده؛ بسبب عدم اهتمامه بدروسه المقررة، في الوقت الذي يهتم فيه بأشياء ومخترعات تبدو ميكانيكية.
وبعد سنتين خرج من المدرسة ليساعد أمه في الزراعة؟ ولكنه بعد فترة عاد إلى المدرسة وأصبح ملتزما بعض الشيء بالمقررات الدراسية ومهتما بالرياضيات.
في هذه الفترة البدائية من حياته عانى إسحاق نيوتن من متلازمة أسبرجر؛ ولكنه واصل حياته لكييكون أفضل عبقريات القرن الثامن عشر.
يُذكر أن إسحق نيوتن ولد عام ١٦٤٣م وتوفي عام 1727 عن ٨٤ عامًا.
آينشتاين العبقري المصاب بـ متلازمة أسبرجر
ألبرت أينشتاين، أبو النسبية، واحد من عباقرة القرن العشرين، وأميزهم على الإطلاق، فله اكتشافاته العبقرية في الكون والحياة.
لم تكن طفولة أينشتاين عادية، بل عانى من صعوبات في المشي والنطق والكلام والتحصيل الدراسي.
وقد اعترف آينشتاين للصحافة في إحدى المرات إنه تأخر في المشي والكلام.
من جانبها ذكرت أخته مايا، أن الأسرة كانت متخوفة من أن ألبرت قد لا يتعلم الكلام أبدًا.
ويعتقد البعض أن أينشتاين كان يعاني من اضطراب القراءة المرضي (dyslexia)، فقد كان يواجه صعوبات في الكتابة أيضا.
وبسبب عدم التحصيل الدراسي، وبخه معلمه – مدرس اللغة الاغريقية – وقال له إنه لن يصبح شيئا في حياته.
وعلى الرغم من مشاكل طفولته إلا أن ألبرت أينشتاين أصبح واحدا من عباقرة جيله بل من عباقرة الزمن وحقق إنجازات كبرى في علم الفيزياء، فحاز على جائزة نوبل عام 1921م.
يذكر أن ألبرت أينشتاين ولد عام ١٨٧٩م في ألمانيا وتوفي عام 1955م.
عزيزي القارئ: على الرغم من إصابة العبقريين: نيوتن وأينشتاين بمتلازمة اسبرجر؛ لم يمنعهما ذلك من الإنتاج واكتشاف الكون.
فما هي متلازمة اسبرجر؟ وما أعراضها؟ وكيفيةتشخيص متلازمة أسبرجر ؟ وما علاجها ؟
ما هي متلازمة أسبرجر (Asperger’s syndrome) ؟
إن متلازمة أسبرجر هي إحدى اضطرابات التوحد عالي الأداء، بما يعني أن أعراضهاأقل حدة من أعراض التوحد الأخرى، وهي نوع من الاضطرابات تؤثر على الحركة واللغة.
فتعد هذه المتلازمة نوعًا خفيفًا من التوحد.
وقد تم ملاحظة هذه الظاهرة بشكل علمي في عام 1944، على يد الطبيب هانز أسبرجر؛ لذا كان اسم هذه المتلازمة مرتبطا باسمه.
الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد
متلازمة أسبرجر هي إحدى اضطرابات التوحد عالي الآداء، فالأعراض التي يشتكي منها مرضى متلازمة أسبرجر أقل بكثير من أعراض مرضى التوحد.
فبينما يعاني مرضى متلازمة أسبرجر من صعوبات التخاطب، فإن مرضى التوحد يعانون من قصور في اللغة.
وبينما المصاب بمتلازمة أسبرجر يتفاعل اجتماعيا؛ فإن مرضى التوحد غير متفاعلين اجتماعيا.
إن المصاب بـ متلازمة أسبرجر يوصف بأنه “نشيط لكنه غريب،” أو “لطيف لكنه انطوائي،” أو “ذكي ودقيق الملاحظة لكنه مهووس” أو “لا يستطيع التعبير عن ذاته”.
أعراض متلازمة أسبرجر
تختلف أعراض متلازمة أسبرجر من مصاب لآخر، ولكن توجد عدة أعراض شائعة، أبرزها:
1. صعوبة التفاعل الاجتماعي وتكوين الصداقات.
2. تجنب الحديث مع الغرباء والصمت الانتقائي معهم.
3. القلق الاجتماعي والانطوائية في بعض الأحيان.
4. صعوبة في فهم تعابير الوجه، مما قد يؤدي ببعضهم إلى الانطواء.
5. صعوبة الاتصال البصري.
6. التركيز على اهتمامات وأشياء بعينها.
7. النمط والروتين والالتزام بهما بصرامة حيث يسبب ذلك مصدر ارتياح وسعادة لهم.
8. الذكاء الحاد أحيانا المنبثق من عادتهم في النمط والروتين.
9. فرط الحركة ونقص في الانتباه.
10. اضطرابات المزاج والاكتئاب.
11. التحديق بعمق أو تجنب ملامسة العين.
12. عدم استخدام أو فهم الإيماءات.
13. – صعوبة في إدراك المشاعر كالحزن والسعادة.
14. حساسية زائدة للضوضاء والروائح.
تشخيص متلازمة أسبرجر
عزيزي القارئ: ربما يكون من الصعوبة الاتفاق على أسلوب تشخيص محدد للكشف عن متلازمة اسبرجر، فلم يتفق الخبراء في هذا الشأن على نموذج موحد لاكتشاف المتلازمة، ومدى الاختلاف بينها وبين اضطراب التوحد.
لذا ستلاحظون اختلاف التشخيص من طبيب لآخر حسب المعيار الذي يستعمله في تشخيص المتلازمة، وحسب ما يراه الطبيب من علامات على المصاب بها.
ولكن أبرز ما يبحث عنه الأطباء من أمارات وعلامات لتشخيص متلازمة أسبرجر هي كالتالي:
1. تواصل غير طبيعي بالعينين.
2. غياب التفاعل والبرود التفاعلي نسبيا.
3. لا يهتم بأمثاله من أقرانه.
4. العزلة والانطوائية.
5. مشاركة اللعب مع آخرين بسهولة
6. عدم المبادرة بالحديث مع الآخر؟
7. السلوك الروتيني الصارم؟
يحاول الطبيب اكتشاف بعض هذه العلامات، لكي يقف على المرض وتوصيفه.
علاج متلازمة أسبرجر
يجب أن يقوم الوالدان بالاهتمام بالأطفال الذين تظهر عليهم أعراض متلازمة أسبرجر؛ حيث إن العلاج المبكر يقلل أعراض المرض بنسبة كبيرة.
ويتم العلاج عبر الأطباء المتخصصين أو المراكز النفسية المتخصصة، والذي تعمل على تحسين مهارات المصاب وتنمية فهمه للإيماءات وتعابير الوجه وتجنب الانعزالية والتعبير عن مشاعره وعواطفه.
كما يقوم المعالج المتخصص بتحسين مهارات النطق والكلام لدى المصاب، حتى يستطيع التواصل الاجتماعي بشكل أفضل.
وبجانب علاج الطفل، يوجه المتخصصون عدة إرشادات للوالدين عن كيفية التعامل مع الطفل المصاب وتنمية مهاراته حتى تخف الأعراض.
