تقلصات الأوعية الدموية في الشتاء
لقد خلق الله البشر بقدرات عالية لتسمح لهم بالتكيف و مواجهة الظروف الحياتية المختلفة كما تساعدهم على الاحتفاظ بصحتهم في مواجهة الطبيعة
يعد ضيق الأوعية الدموية الذي يحدث كنتيجة للتعرض للبرد عنصرا أساسيا في تنظيم درجة حرارة الجسم
سنتحدث اليوم بشكل تفصيلي عن تقلصات الأوعية الدموية في الشتاء
كيف يعمل ضيق الأوعية الدموية على الحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية ؟
يعمل الجهاز العصبي السمبثاوي على التأثير على الأوعية الدموية الموجودة في الجلد ليتسبب في ضيقها و بالتالي في انخفاض سريع في تدفق الدم إلى الجلد
مما يزيد من قدرة الجلد العازلة و يقلل من فقدان الحرارة من الجسم
التغيرات الصغيرة في نشاط الجهاز العصبي مسؤولة أيضًا عن التغيرات الطفيفة فى تقلصات الأوعية الدموية في تدفق الدم إلى الجلد
التي تحدث مع الأنشطة اليومية العادية أو التغيرات الطفيفة في درجة حرارة البيئة
تأثير الأمراض على استجابة الأوعية الدموية للبرد
مع الشيخوخة وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الحالات المرضية ، يمكن أن تصبح استجابة الأوعية الدموية بالجلد زائدة أو غير كافية
يعاني كبار السن الأصحاء من ضعف في عملية استجابة الأوعية الدموية للبرد حيث لا تضيق بالشكل الكافي
مما قد يؤدي إلى ضعف القدرة على الدفاع عن درجة حرارة الجسم في بعض الحالات
و يرتبط ارتفاع ضغط الدم مع زيادة في ضيق الأوعية الدموية عند استجابتها للبرد
والذي يمكن أن يكون له آثار مرضية على البطين الأيسر في الأفراد المعرضين بالفعل لخطر أمراض القلب والأوعية الدموية
أخيرًا ، في بعض الحالات ، تصبح استجابة الاوعية الدموية للبرد عكسية بشكل واضح على الصحة ولا تؤدي الهدف المطلوب منها و هو تنظيم الحرارة
و من الأمثلة على ذلك ظاهرة رينود ، حيث يمكن أن يؤدي ضيق الأوعية الدموية المفرط إلى حدوث نقص في وصول الدم للأطراف