طقوس متوارثة للعراقيين في رمضان يحرصون عليها، فما أن يهل هذا الشهر الكريم إلا وتهل معه البشريات والأفراح وكثير من الاحتفالات الرمضانية في العراق.
ولا زال العراقيون يستيقظون على صوت المسحراتي أو ما يسمونه بـ “أبو دمام” والذي يحمل طبلاً ويجول في أرجاء الحي لإيقاظ الصائمين لتناول وجبة السحور.
ومن خلال هذا المقال من دكتور تواصل نبرز أهم الطقوس الرمضانية لأهل العراق..
كيف يستقبل العراقيون شهر رمضان؟
يحرص أهل العراق أن يستقبلوا هذا الشهر الكريم بمزيد من البهجة والسرور؛ رغم كل ما تمر به بلادهم
فإن هذا الشعب الأصيل مازال محتفظا بطقوسه وأصالته وتقاليده المرتبطة بشهر رمضان، والتي تميزه عن باقي الشعوب.
فيقومون بزيارة الأسواق لشراء كافة الاحتياجات، وما لذ وطاب من أطعمة شهية يعشقونها على موائدهم
فتزداد تلك الأسواق وتمتلئ وتشج بما فيها من بشر، ويتربع سوق “الشورجة” في بغداد على رأس تلك الأسواق
لما يحتويه من أسواق فرعية كثيرة لا يستغنى عنها الناس.
مأكولات غذائية للعراقيين في رمضان
يتميز أهل العراق بالطعام الشهي المميز والصحي في رمضان ويدخل في مكوناته اللحم والحبوب.
ومن أشهر تلك الأكلات الأصيلة لشعب العراق في رمضان هي “الدولما” و”السمك المسقوف” و”البرياني” وأيضاً “الدليمية” التي لابد أن تكون حاضرة على المائدة
بالإضافة إلى المشويات من اللحوم، فهذه الأكلات تعد أبرز ما تحتويه المائدة العراقية خلال شهر رمضان المبارك.
أيضاً بعض الأكلات المميزة التي تشتهر بها المائدة العراقية خلال شهر رمضان مثل “شوربة العدس”
التي تكاد أن تكون رقم واحد على المائدة، بالإضافة إلى اللبن البارد والتمر
ثم تأتي بقية أصناف الطعام التي تتنوع بها المائدة العراقية، كمرقة الفاصوليا اليابسة ومرقة الباميا.
كما تضم المائدة العراقية مجموعة لذيذة من الحلويات التي تعتبر من أميز أصناف السفرة الرمضانية
مثل “الزلابية” و”البقلاوة” و”زنود الست” و”البرمة”، والكثير من أنواع الحلويات التي يحرص على تناولها العراقيون في رمضان.
ماجينا يا ما جينه، حلي الكيس واعطينا، تعطونا لو نعطيكم، لبيت مكة نوديكم
بعد آذان المغرب يوم الخامس عشر من رمضان بدقائق تنهمر أصوات عذبة، بنغم جميل، تداعب المسامع وتشد السامع حينما ينطلق الأطفال في الطرقات وهم يتغنون “ماجينا يا ما جينه، حلي الكيس واعطينا، تعطونا لو نعطيكم، لبيت مكة نوديكم، ربي العالي يخليكم، تعطونا كلما جينا، الله يخلي راعي البيت، آمين، بجاه الله واسماعيل آمين.
حيث إنها إنشودة ذات رونق خاص يرددها أهل العراق بعد الانتهاء من شعائرهم الرمضانية، فقد ينتظرها الكبير قبل الصغير بشغف شديد
يأنسون بسماعها من أطفالهم، يرون فيها أجمل ماضيهم، يتذكرون بكلماتها ذكرياتهم، يحنون بألحانها لأجدادهم.
لعبة المحيبس لعبة تراثية في شهر رمضان عند العراقيين
طقوس أثرية يستمتع بها العراقيون في رمضان، فمن ألوان البهجة والسعادة التي يتمتع بها الشباب في رمضان لعبة المحيبس، فهي لعبة تراثية شعبية تجمع العراقيين في ليالي رمضان، حيث تعد من أشهر المسابقات والجلسات التي يجتمع عليها الشباب والأهل في العراق والتي تستمر في غالب الأحيان حتى موعد السحور.
حيث تكون بداخل المقاهي الشعبية أو في الشوارع، وتنتهي اللعبة التي تقوم على مبدأ الاحتفاظ بالخاتم
إلى حد الوصول إلى مجموعة من النقاط يتم تحديدها مسبقا، بتناول الحلويات العراقية التي يدفع ثمنها الفريق الخاسر.