طقوس رمضان في المغرب لها طابع خاص تميزه عن غيره من الدول، فتبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الضيف الكريم منذ شهر شعبان
حيث تحضير الكثير من أصناف الحلويات، وأنواع الطعام المتوارثة والاستعداد للعبادات وروحانيات الشهر الكريم.
وتتسم ليالي رمضان في المغرب بأجواء مبهجة، وعبادات روحانيه، فالشوارع بالزينة مبتهجة، والمساجد بالمتعبدين ممتلئة.
طقوس المغرب في رمضان
إذا ذكر المغرب في رمضان وجب ذكر أبرز العادات والتقاليد التي ورثها الصغار عن الكبار عن الأجداد والتي لم يتخلى عنها المغاربة إلى وقتنا، والتي من بينها ما يلي:-
أولا: استقبالات رمضان في المغرب
يستقبل المغاربة رمضان على طريقتهم الخاص، فهناك من المظاهر التي تحولت إلى ما يشبه الثوابت في حياة المغاربة قبيل حلول رمضان، مثل شراء الملابس الجديدة، فلا تكتمل الفرحة بقدوم رمضان إلا بارتداء الزي المغربي التقليدي الذي يحمل تاريخا من الفن والإبداع، وهو ما يساهم في تنشيط حركة خياطة هذا النوع من الملابس سواء النسائية منها أو تلك الخاصة بالرجال حيث تكون الجلابيب أكثر قبولا في مناسبات كرمضان والعيد.
بجانب ذلك لا تخلو الشوارع والبيوت من شتى أنواع الزينة والبهجة والسعادة بقدوم هذا الشهر الفضيل
فالكل يحرص على شراء ما يلزمهم من الدكاكين، حيث الأطعمة الشهية، ولوازم الحلويات.
ثانيا: عواشر مبروكة
عبارة متوارثة لها مذاق خاص عن أهل المغرب، يتبادلون فيها التهاني ابتهاجا بقدوم هذا الشهر الكريم، والمقصود فيها مبارك صيامكم بحسب الأيام العشر المقسمة ثلاثاً الأولى الرحمة والثانية المغفرة والأخيرة العتق من النار، والتي تقال عند بدأ شهر رمضان.
ثالثا: نفار رمضان
إن أهل المغرب أصاحب عراقة وأصالة، حيث يحيون ما تبقى من تراثهم الأصيل، ففي هذا الشهر الكريم
فقد تتجدد طقوسهم الروحانية وتقاليدهم المأثورة، التي تستمد معالمها من روح التراث الشعبي.
فمازال النفار يتجول أنحاء المدينة يوقظ الناس لتناول وجبة السحور، والنفار هو رجل يحمل طبلا بلديا قديما أو مزمارا ينادي الناس استعداداً للسحور
ويعده المغاربة عنصرا أساسيا في معادلة أعراف المجتمع لا يفارق الأزقة والدروب والسكان.
وبعد تناول السحور يستمع الناس إلى الأصوات الشجية الرنانة وهم يبتهلون بأجمل الابتهالات الرمضانية
والتي تؤدى طوال الليل بأصوات عذبة تجعل المستمع يتمتع دون أن يشعر بالوقت وهو يمر سريعا.
رابعا: مائدة الإفطار في المغرب
مائدة الإفطار عند أهل المغرب تجدها مزركشة بأصناف المأكولات الشهية والغذائية وكذلك المتوارثة عن أجدادهم ، فقد تتربع “الحريرة” على المائدة يوميا، بل يعدها المغربيون من علامات رمضان، لذا فلا تخلو المائدة من هذا الصنف، والتي عبارة عن مزيج لعدد من الخضراوات والتوابل تقدم في آنية تقليدية تسمى “الزلايف؛ ويُضاف إلى ذلك التمر والحليب والبيض.
كما أن من أصناف الطعام الشهية أيضا الحساء أو الشربة بالخضر الطازجة، وكذلك طبق الكسكسي الذي يعد كل يوم جمعة بأكثر من طريقة، بالإضافة إلى اللحم بالمرق والصلصة
.
كما للحلوى الرمضانية حضور مهم في المائدة المغربية، فهناك “الشباكية” و”البغرير” و”السفوف”، و”الكيكس”
و”الملوزة” و”الكعب”، وا”لكيك بالفلو” و”حلوى التمر”، كل هذه أصناف حلويات ذات شهرة فائقة عند أهل المغرب.
خامسا: ليلة القدر وصلة الرحم
اكتسب رمضان في المغرب تقاليد مميزة، ففي ليلة السابع والعشرين، بجانب العبادات الروحانية التي يؤدونها المغاربة
إلا أنهم يحرصون على صلة رحمهم والتزاور فيما بينهم، فقد تمتد السهرات العائلية إلى آخر الليل وحتى مطلع الفجر.
كما يتم الاحتفال بالأطفال، الصغيرات يتزين بأشكال بديعة من الحناء، أما الصغار فبدورهم يتباهون بلباس الجلباب والطربوش الأحمر
وهم يخرجون مصحوبين بآبائهم لصلة الرحم وتفقد الأهل والأحباب.