طقوس رمضان في تركستان الشرقية..
يستقبل مسلمو إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) بشمال غرب الصين شهر رمضان المبارك بقلوب مضطربة لعدة أسباب
– منها خوفهم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها ضدهم السلطات الصينية من حملات الاعتقالات والمداهمات المكثفة،
– ومنها أيضا تعكير الأجواء الرمضانية بكثرة المحظورات المفروضة.
منطقة تركستان الشرقية
تركستان هي منطقة كبيرة شاسعة توجد في آسيا الوسطى، و يطلق لفظ ستان على الأرض، وبالتالي فمعنى تركستان (أرض الترك) وهي تقسم إلى جزئين رئيسين:
١- الجزء الغربي
وهو يضم كلا من كازاخستان وتركمانستان وأوزباكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان
وهي جميعاً كانت تقع تحت حكم الاتحاد السوفييتي إلى وقت سقوطه في أوائل التسعينات من القرن الماضي
٢- الجزء الشرقي
هذا الجزء كان يسمى سابقاً بتركستان الشرقية، وعاصمتها أورومتشي, وهي منطقة ذات حكم ذاتي
قد تم ضمها إلى الصين واستقلت أكثر من مرة إلى أن تم الاستيلاء عليها من قبل الحزب الشيوعي سنة ١٩٤٩م وحتى يومنا هذا
وكان ذاك وقت تأسيس الحكم الشيوعي في الصين على يد (ماو تسي تونغ) الذي قام بدوره بتغيير اسم المقاطعة من تركستان الشرقية إلى (شينجيانج)
=وهي كلمة صينية تعني المستعمرة الجديدة أو الأرض الجديدة.
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، حصلت الكثير من الحروب التي أدت إلى اضعاف قوى المنطقة.
يعيش في مقاطعة شينجيانج عدة أعراق أكثرهم عرق الإيغور، وهي قومية مسلمة تمتلك لغة خاصة بهم
يستخدمون فيها الأحرف العربية بطريقة تجعلك تستطيع قراءة ما هو مكتوب بطريقة سهلة.
ويعاني شعب الإيغور من تعنت الحكم الصيني الذي أصبح يضيق عليهم الخناق في الفترة الأخيرة خصوصا في الأمور الدينية.
ففي السنوات الأخيرة تم التضييق عليهم فيما يخص الأمور الشرعية والعبادات.
وتعد زيارة هذه المنطقة في هذه الأيام ليس بالأمر السهل، خصوصاً لدى الحكومة الصينية، حيث تقوم بالعديد من الإجراءات الأمنية التي تجعل من الذهاب إلى شينجيانج أمرا شاقا، حيث تقيم السلطات الصينية الكثير من الحواجز ونقاط التفتيش بين المدن والقرى لمراقبة كل حركة، وذلك منعا لانتقال أي أخبار حول ما يحدث من مضايقات للمسلمين من منطقة إلى أخرى, وذلك بهدف عدم إثارة الحمية الدينية بين مسلمي بقية الأقاليم الصينية.
هذا بالإضافة إلى تعطيل شبكة الإنترنت والاتصالات التليفونية, مما يجعل أخبار الإقليم معتمة بشكل كبير
ولا يتم معرفتها إلا عن طريق بعض الأفراد الذين يتسنى لهم مغادرة الصين، ونقل تفاصيل ما يحدث هناك إلى العالم.
طقوس رمضان في تركستان الشرقية
بالنسبة لصلاة التراويح فقد تمنعها السلطات الصينية هناك، بل وتمنع تنقل الحفاظ والأئمة من إمامة المصلين من مسجده الذي يقع بجانب بيته إلى مسجد آخر
وكذلك بالنسبة للمصلين يحظر عليهم الصلاة إلا في المسجد الذي يقع حيث يسكنون.
أما بالنسبة لصيام شهر رمضان, فيعاني مسلمو تركستان من مضايقات شديدة هناك.
هذا وقد انتقدت مشيخة الأزهر في مصر، في وقت سابق، الصين؛ لمنعها المسلمين في إقليم تركستان الشرقية من الصيام في شهر رمضان، ودعا الأزهر السلطات الصينية إلى وقف هذه الانتهاكات، وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية.
فمن حقهم ممارس طقوس رمضان كما يمارسها المسلمين في العالم
المراجع
https://www.dw.com/ar/8%B1/a-52408587
https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/06/150619_azhar_china_fasting_restrictions