يمثل شهر رمضان لأكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم شهراَ للعبادة وللتقارب, حيث يقترن بالصوم والصلاة والصدقة وصلة الأرحام .. فما هي طقوس شهر رمضان في دول أوربا.
رمضان في دول أوربا
ترجع أهمية شهر رمضان إلى أنه الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن, ولهذا اكتسب الشهر قدسية لدى المسلمين.
حيث يقوم فيه المسلمون بإعادة تقييم شامل لحياتهم في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، كما يسعون لتنقية الروح والجسد وزيادة الإيمان والتقوى.
هذا ويتميز شهر رمضان بعاداته وطقوسه التي تختلف من مجتمع لآخر، ولكن مع الاحتفاظ بالجانب الروحي
وصلاة الجماعة والتراويح وهو عامل مشترك بين كل المسلمين في شتى بقاع الأرض.
رمضان في فرنسا
يعتبر شهر رمضان في فرنسا ذات أهمية خاصة بالنسبة للمسلمين هناك، فبالرغم من أنهم يتحملون مشقة الصيام لمدة تصل إلى 18 ساعة يوميًا..
إلا أنهم يحرصون على صيام نهاره وقيام ليله, دون أن يتعارض ذلك مع طبيعة الحياة اليومية هناك.
أما عن أجواء شهر رمضان في فرنسا, فتكتظ الأحياء الشعبية في العاصمة باريس ذات الغالبية المغاربية بالمتسوقين من المسلمين
والسياح الذين تجلبهم رائحة المشاوي والتوابل والحلويات.
هذا وتحرص الجالية المسلمة في فرنسا والتي يبلغ عددها خمسة ملايين نسمة على ممارسة الأجواء الإيمانية لهذا الشهر الكريم
من خلال ممارسة الشعائر الدينية والتكافل الاجتماعي.
ولذلك تتنافس الجمعيات الإسلامية على توزيع الوجبات المجانية للفقراء والمهاجرين غير الشرعيين
حيث تقوم خيمة (شوربة للجميع) بجمع التبرعات من جميع المواطنين على اختلاف دياناتهم
لخلق جو من التعايش داخل المجتمع الواحد ولتعريفهم أيضا بصورة الإسلام الحقيقية.
كما يتزايد إقبال المسلمين على المساجد لأداء الصلاة, وخاصة صلاة التراويح حتى وصلت إلى ما يزيد عن ألف مصلى يوميا.
رمضان في ألمانيا
يحاول المسلمون في ألمانيا أن يجعلوا من هذا الشهر الكريم مختلفا عن بقية شهور السنة
حيث يتم تنظيم موائد إفطار جماعية في المساجد والجمعيات والمطاعم, كما يقوم سياسيون من كافة الأحزاب بمشاركة المسلمين إفطارهم خلال الشهر.
أما عن مدة الصيام, فهي تختلف عن تلك الموجودة في البلاد العربية, ففي فصل الشتاء تكون ساعات النهار أقل
وبالتالي تقصر فترة الصيام, بينما في فصل الشتاء يحدث العكس.
وتظهر الأجواء الرمضانية بشكل جلي وواضح في المتاجر العربية والتركية التي تجلب أنواع المشروبات الرمضانية والحلوى من الوطن الأم.
إلا أن مظاهر الحياة بشكل عام في تلك المدن لا يحدث لها أي تغير ملحوظ في شهر رمضان.
رمضان في بريطانيا
أما في بريطانيا, فتقوم المتاجر البريطانية بمغازلة المسلمين الذين سيحتفلون بشهر رمضان لشراء منتجاتهم..
حيث تستعد سلاسل محلات مثل سينسبيرى وموريسون وغيرها لتقديم عروض خاصة على المواد الغذائية
وخاصة في المناطق التي يسكنها أعداد كبيرة من المسلمين.
كما أن بعض شركات الحلوى مثل شوكولاتة جوديفا قامت بإنتاج عبوات خاصة على غرار عبوات عيد الميلاد مخصصة كهدايا لعيد الفطر.
هذا ويقيم (مركز وستفيلد) فى العاصمة لندن مهرجانا خاصا للتسوق في عيد الفطر, حيث يضم المهرجان عروض أزياء وأطعمة وغيرها.
ورغم هذا الاهتمام المتصاعد بالشهر الكريم, فإن المسلمين في بريطانيا يشعرون أن شهر رمضان والعيد يتم تجاهلهما، ويطالبون بمزيد من الاهتمام.
رمضان في إيطاليا
تقوم الجمعيات الإسلامية في إيطاليا بدعوة علماء من مختلف البلدان العربية لإحياء هذا الشهر الكريم، وتعليم المسلمين هناك أمور دينهم.
كما تقوم الهيئات الإسلامية بتجهيز متطلبات موائد الإفطار وإعداد البرامج الدينية الخاصة بهذا الشهر
وتقوم المحلات التجارية ومحلات الجزارة بالاستعداد لهذا الشهر الكريم بجلب الحلوى والبلح وفوانيس رمضان لبيعها للمسلمين في شهر رمضان.
ويعتبر الإفطار الجماعي بين الجاليات الإسلامية معلما بارزًا في هذا الشهر الكريم, حيث يحرص المسلمون هناك على الالتقاء والتعارف لتوطيد العلاقات بينهم.
وبالإضافة إلى جميع ما سبق, تحرص كل جالية من الجاليات الإسلامية على صنع ما اعتادته من الطعام والحلوى والمشروبات في بلادها, إحياء لذكرى تلك البلاد.
كما تقوم بعض المراكز الإسلامية هناك بتخصيص يوم للإيطاليين من كل الفئات ودعوتهم للإفطار والإجابة على أسئلتهم فيما يعرف بالباب المفتوح.
رمضان في أسبانيا
تعتبر إسبانيا بوابة الإسلام في أوروبا, لأنها من أكبر البلاد التي تضم مهاجرين مسلمين، حيث يعيش في العاصمة مدريد فقط حوالي 150 ألف مسلم.
ويحرص المسلمون في إسبانيا في شهر رمضان على التواجد في المركز الثقافي الإسلامي في مدريد والمساجد المنتشرة
وذلك لأداء صلاة التروايح وتلاوة القرآن الكريم.
ومن أعمال المركز الثقافي الإسلامي الخيرية إعداد أكثر من 500 وجبة إفطار يومياً، كما يقوم بتنظيم دروس في اللغة العربية وعلوم القرآن والحديث الشريف.
وفي أول يوم من رمضان يجتمع آلاف المسلمين في مساجد مدريد لتناول الإفطار, وبعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار يحتفل المسلمون في المساجد
وذلك بتناول التمر والهريسة كأطباق حلوة بعد الإفطار.
أما في إشبيلية, يحرص المسلمون على استقبال ليلة القدر بإشعال الكثير من الشموع.
وفي كتالونيا، يسعى المسلمون لتوفير أماكن أكثر للصلاة خلال الشهر العظيم، نظراً لكثرة المصلين
وذلك حرصاً منهم على صلاة الجماعة والالتقاء بالمسلمين.
طقوس شهر رمضان في فلسطين
المراجع
https://www.bbc.com/arabic/interactivity/2015/06/150624_comments_fasting_ramadan_europe
https://al-ain.com/article/spain-ramadan