رمضان في كشمير.. طقوس وعادات لم تتوقف رغم النزاع الهندي الباكستاني
يختلف استقبال المسلمين لشهر رمضان الكريم حسب أحوالهم، فمنهم من يستقبله بأبهي صور الاحتفاء والفرحة العارمة
ومنهم من تسيطر على بلاده أوضاع سيئة فيفقدون الاحساس بالشهر الفضيل.
ومن هؤلاء ولاية كشمير، المتنازع عليها بين دولتي الهند وباكستان, وهي ولاية تتميز بوجود أغلبية مسلمة بها؟
وبالرغم من معاناة هذا الشعب, إلا أنهم يبذلون قصاري جهدهم للشعور بروحانيات هذا الشهر الفضيل واستغلال أوقاته النفيسة.
كيف يبدو رمضان في كشمير، هذا البلد المهدد والذي لا تهدأ فيه الاشتباكات؟
أول صيام في كشمير
أول مرة يصوم فيها الكشميريون كان في السادس عشر من شهر رمضان لعام 409 هـ حين تمكن (سبك تاكين) وهو رجل من مدينة غزنة الأفغانية من تأسيس دولة قوية في أفغانستان، عرفت باسم الدولة الغزناوية.
حاول (محمود الغزناوي) وهو الحاكم الثالث للدولة الغزناوية أن يغزو كشمير أكثر من مرة, ولكن لم ينجح إلا في المرة الثالثة
فعندما وصل الي حدود الولاية خرج إليه حاكمها، فرحب به ترحيبا كبيرا وأسلم علي يديه من دون قتال.
حكم المسلمون مدينة كشمير حتى تم تقسيم الهند الي دولتين كبيرتين, الأولى باكستان المسلمة والثانية الهند الهندوسية
ورفضت الهند تسليم كشمير ذات الأغلبية المسلمة إلي باكستان.
وسيطر الهندوس علي ثلثي كشمير, بينما ظل الثلث الأخير ويسمي كشمير الحرة تحت سيطرة باكستان، ومنذ ذلك الحين والكشميريون يجاهدون لاستقلالهم.
استقبال شهر رمضان في كشمير
ينتظر مسلمو كشمير (لجنة رؤية الهلال الباكستانية) للاعلان عن بدء الشهر الكريم
ورغم ذلك فهناك بعض الجماعات الكشميرية تعتمد في صيامها علي رؤيه الهلال في الهند.
وهناك جماعات أخري تصوم تبعا لصيام المملكة العربية السعودية, وهذا الاختلاف يحدث انشقاق داخل المجتمع الكشميري.
وكعادة الشعوب الإسلامية يتم تزيين المساجد التي تقام فيها صلاه التراويح وتستمر هذه الزينة حتي انقضاء عيد الفطر.
أداء عبادات رمضان في كشمير
يحرص المسلمون في كشمير حرصا كبيرا على صلاة التراويح, حيث يقومون بختم القرآن كاملا في الصلاة, ويكون الختام في ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم.
كما تنظم بعض المساجد دروسا لتفسير الآيات التي يقوم الإمام بتلاوتها في الصلاة, وهو ما يسهل على المصلين فهم الآيات التي يسمعونها في صلاتهم.
وبعد صلاة التراويح يتوجهون إلى بيوتهم لنيل قسط من النوم قبل أن يستيقظوا على مكبرات الصوت التي تذكرهم بموعد السحور وصلاة الفجر.
وبعد صلاة الفجر يقرأون ما تيسر لهم من كتاب الله تعالى حتى شروق الشمس, ثم يتوجهون إلى أعمالهم.
عادات رمضانية في كشمير
بالرغم من انتشار الفقر في كشمير بسبب النزاع, يقيم الأغنياء موائد الإفطار الرمضانية للفقراء
حيث يفطر الصائمون على بضع تمرات ثم يتوجهون إلى صلاة المغرب, وبعدها يتجمعون حول المائدة لاستكمال فطورهم.
يتميز الكشميريون بوجود أطعمة وأشربة خاصة بهم في الشهر الكريم, ويعتبر (البابري) من أهم المشروبات لديهم
وهو عباره عن خلط بذور الشيا مع الحليب والمياه, وهو جزء لا يتجزأ من وجبة الإفطار, ولابد من وجوده علي المائدة الحضرية والريفية.
ومن أطباق الحلويات الشهيرة في الهند وباكستان (بودنج الحليب المصنوع من السميد) وهو طبق لابد أن تزين به كل الموائد.
ومن العادات التي كانت منتشرة في كشمير أيضا غناء الفتيات خلال شهر رمضان لوقت متأخر من الليل وخاصة في المناطق الريفية
ولكن هذه العادة انقرضت خاصة مع سوء الأحوال السياسية.