طقوس رمضان في العالم الإسلامي .. رمضان صاحب البهجة في شتى البلدان الإسلامية.. فـ بالبهجة والفرح والسرور ودق الطبول وتزيين الشوارع
يستقبل العالم الإسلامي الشهر الفضيل، ويسرد لكم دكتور تواصل في هذا التقرير طقوس 12 دولة إسلامية في استقبال شهر رمضان الفضيل.
طقوس رمضان في إندونيسيا
الشهر الفضيل في اندونيسيا صاحب مذاق مختلف، فيحرص الاندونيسيون على تقاليدهم وعاداتهم التي لم يتخلوا عنها منذ دخول الإسلام البلاد.
ففي نهاية شعبان يبدأ الإندونيسيون بتزيين بيوتهم والمساجد والشوارع بزينة رمضان الخاصة، فضلا عن سوق (دورديران) أو (داندانجان)
وهو السوق الذي يتبضع منه الإندونيسيين احتياجاتهم الرمضانية.
كما يشتهر الإندونيسيون باستقبالهم لشهر رمضان على طريقتهم الخاصة، حيث يدقون الطبول التقليدية الضخمة والتي تسمى “بقرع البدوق”
فتجوب العديد من الشاحنات الصغيرة شوارع المدن، حاملة هذه الطبول مبتهجة بدخول الشهر الكريم.
وعند الحديث عن المأكولات الرمضانية التي تزين مائدة الإفطار عن الإندونيسيين، فيشتهر الإندونيسيون بشراب “تيمون سورى” أو “التمر واللبن”
كما تعتبر حلوى “الكولاك” من أشهر الحلويات الرمضانية، والتي تكون عبارة عن بطاطا مسلوقة وممزوجة بجوز الهند والسكر
فضلا عن الأرز الذي يعد الطعام الرئيسي على اختلاف طريقة إعداده.
طقوس رمضان في ماليزيا
يتم الإعلان عن بدء رمضان في ماليزيا بضرب الدفوف في الشوارع.
يستعد الماليزيون قبل دخول شهر رمضان، فيحرصون على تنظيف المساجد والمنازل وشراء احتياجاتهم المنزلية اللازمة لهذا الشهر الفضيل.
ويخرج الناس لتأدية صلاة التراويح في المساجد بعد الإعلان عن حلول شهر رمضان، وتضاء المساجد ومآذنها طيلة ليالي الشهر الكريم
فضلا عن تزين الشوارع الرئيسية بالأنوار الكهربائية والشعارات الرمضانية.
وتفتح المساجد أبوابها طوال ليالي رمضان فتشهد إفطارا جماعيا يحضره الفقراء والميسورون على حد سواء
وتضم الطلبة والعمال والأجانب والعمال والمهاجرين وعابري السبيل.
ورغم التباين الديني في ماليزيا، إلا أن الجميع يشترك في المناسبات الرمضانية المنتظرة
فتجد الباعة الهندوس والبوذيين يملأون بازاراتهم بالبضائع الرمضانية التي تلقى رواجاً كبيراً في هذه الفترة.
كما يتكرر مشهد ازدحام الشوارع أمام المساجد طوال أيام رمضان وقبيل صلاة المغرب، حيث يتم توزيع “بوبور لامبوك” بالمجان والذي يعد أشهر وجبة رمضانية، وتستمر هذه الأجواء إلى السحور الذي يحرص الجميع فيه على شرب المشروب الشهير (كولاك) الذي يساعد على تحمل العطش.
طقوس رمضان في باكستان
تبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني، فمن بين تلك العادات التي تميز المجتمع الباكستاني عن غيره تقوم السيدات الباكستانيات بتغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة، كما تمتنع النساء عن ارتداء الملابس الزاهية المزكرشة حتى رؤية هلال شهر شوال.
ومن بين الأكلات الباكستانية الشهيرة على موائد الإفطار ما يسمى ب”السمبوسة” و”الباكورة” وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل المقلية.
وفي باكستان لا يتجاوز وقت تناول الإفطار أكثر من خمس دقائق لينطلق الرجال لأداء صلاة المغرب جماعة في المسجد.
ومن أبرز الطقوس الرمضانية في باكستان تحضير شراب “شاتوو” الذي يعد قبل قدوم الشهر الفضيل بفترة من الوقت
والذي يتكون من خليط من الفواكه المجففة والسكر وعصير الليمون.
رمضان في تركيا
يهتم الأتراك في رمضان بالمساجد اهتماما بليغا، مع دخول أول ليلة في رمضان حيث الإضاءة المستمرة في وقت الصلوات لاسيما صلاة المغرب
وتبقى كذلك حتى صلاة الفجر، بالإضافة إلى تزينها بشتى الوان الزينة المبهجة استقبالا لهذا الشهر الكريم.
ومن الطقوس الموروثة عند الأتراك مع دخول رمضان، أن تُمد حبال بين المآذن ويُكتب عليها بالقناديل عبارات “أهلاً وسهلاً بسلطان الشهور”، أو “صُم وتعافى في رمضان”، أو عبارة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وغيرها من العبارات الموروثة التي يحافظون عليها.
كما يعتاد الأتراك منذ القدم أن يبدأوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، بالإضافة إلى أطباق الشوربة التي تعد من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية، في حين تعتبر الكنافة والجلاش والبقلاوة من أكثر الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان المبارك.
وقد تكون مائدة الإفطار ناقصة إذا خلت من خبز “بيده” وهو من أهم أصناف وجبة الإفطار في رمضان لدى الأتراك، حيث تقوم المخابز في جميع أنحاء تركيا بإعداد هذا الخبز المميز.
طقوس رمضان في كوسوفو
رمضان في كوسوفو يتميز بالزيارات والتجمعات العائلية التي تبدأ من موعد الإفطار ثم تتواصل بجلسة السهر طيلة الليل بعد صلاة التراويح وتمتد في سمرها وحلاوتها حتى وقت السحور.
ويعد من أبرز المشروبات التي يحرص عليها الكوسوفيون عند إفطارهم في رمضان عصير التفاح، حيث يتناولونه مباشرة عند آذان المغرب ثم يتوجهون لأداء صلاة المغرب في المساجد، وبالعودة إلى البيت يكون التجمع حول مائدة الإفطار العائلية واجبا يحرص عليه الجميع.
من الأطعمة التي لا يتخلى عنها أهل كوسوفو “البوريك باللحم المفروم” وهو أحد أهم ما تجده على موائد الإفطار الكوسوفية.
رمضان في البوسنة والهرسك
يستقبل أهل البوسنة شهر رمضان بمزيد من البهجة والسرور، فيهرول الشباب إلى المساجد لتزيينها وتنظيفها وإقامة الأنوار والمصابيح فيها وعلى مآذنها، وذلك ابتهاجا بهذا الشهر الفضيل.
فعند رؤية الهلال، يُطلقون بما يسمى مدفع رمضان للإعلان عن بدء الشهر الفضيل، ويعاد تكراره يومياً عند آذان المغرب.
ومن بين العادات التي يقوم بها البوسنيون في المساجد يوميا عادة ما يسمى بـ”موكابلة” وهي عبارة عن تلاوة القرآن بين صلاتي الظهر والعصر من قبل أفضل القراء المختصين.
كما تقام موائد الإفطار الجماعية في رمضان، وتجمع الأهل والأحباب والأصحاب ليلتقوا جميعا على مائدة واحدة، أما موائد الإفطار الخيرية فهي تقام يوميا وترحب بالفقراء والمحتاجين من كافة الديانات.
رمضان في ألبانيا
من علامات البهجة عند الألبانيين بعد إعلان رؤية هلال رمضان، تقرع الطبول في كل أنحاء البلاد حتى يعلم الجميع بدخول الشهر الكريم، حيث يدوم قرع الطبول نهار اليوم الأول فرحا بقدوم هذا الشهر الفضيل، وأحيانا تستمر إلى اليوم الثاني أيضا، وبعد ذلك يقتصر قرع الطبول على وقتي السحور والإفطار.
ومن الطقوس التي يحافظون على أدائها الألبانيون الإفطارات الجماعية وخاصة في منطقتي الوسط والشمال، حيث تزداد الألفة بينهم على اختلاف ديانتهم فيفطرون سويا ويتبادلون الزيارات العائلية.
كما تحظى شخصية “المسحراتي” بوجود كبير في ألبانيا، وهو عبارة عن رجل يمر في الشوارع حاملا “طبلة” يوقظ بها الناس، مرددًا بعض الأدعية والابتهالات الدينية، ومع نهاية الشهر يعطيه السكان ما تجود به أيديهم من المال أو العطايا.
رمضان في السنغال
في شوق الحبيب لحبيبة ينتظر المسلمون السنغاليون هلال رمضان، فيستقبلونه بشتى أنواع البهجة والسعادة، فتتزين بيوتهم، وتضاء بالمصابيح شوارعهم.
فيشكل رمضان بالنسبة للسنغاليين تجسيدا بليغا لقيم التسامح والتعاون التي تميزهم عن غيرهم من الشعوب، فتجتهد الجمعيات الخيرية في تنظيم وتحضير وجبات “اندوجو” وتوزيعها في الشوارع على الفقراء أو السائقين أثناء طريقهم.
ومن ثم تتزين موائد إفطار السنغاليين بالحليب والتمر والعصائر المحلية “البوي، بيساب” وقهوة “توبا”، وغيرها من المشروبات التي تعد من العناصر الأساسية خلال وجبة الإفطار.
طقوس رمضان في نيجيريا
بمجرد ثبوت رؤية هلال رمضان، يحتفل المسلمين بنيجيريا في حفل جماعي بأعداد كبيرة في الشوارع والمدن الرئيسية، فيطوفون ويقرعون الطبول ويرددون الأهازيج والأغاني تعبيرا منهم عن فرحهم وابتهاجهم بالشهر المبارك.
فيحرصون على عاداتهم الموروثة من أنواع الطعام الشهية على موائدهم الرمضانية، حيث من بين أنواع الشراب “الحوم أو الكوكو” وهو عبارة عن شراب الذرة والسكر، فيبدأ به النيجيريون إفطارهم ثم يذهبون إلى صلاة المغرب قبل العودة للإفطار على المائدة الرئيسية.
ومن أشهر المأكولات الموضوعة على مائدة السحور لدى السنغاليين طبق التو، وهو عبارة عن ممزوج من الخضار وصلصة الأرز، بالإضافة إلى “العصيدة” التي يلجئون إليها أيضا على موائدهم، وبعد ذلك يأتي دور اللبن والشاي.
رمضان في اوزباكستان
يستقبل المسلمين في أوزباكستان شهر رمضان المبارك بكل أشكال الحب وروح الألفة وألون البهجة
فتزدحم المساجد وتزين المآذن في مشهد غير مسبوق، كما تتزين الشوارع ويفرشون الطرقات ابتهاجا بقدوم هذا الضيف العزيز.
ويتم التحضير لحفلات إفطار جماعية، حيث دعوة الأهل والأصدقاء والجيران، فمن بين العادات التي لم يتخلوا عنها ذبح خروف على الإفطار
ويقدم مع أرغفة العيش كبيرة الحجم التي يجب أن تخبز بالمنزل ومع الزيت والحليب
وبعد ذلك يتم تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي.
رمضان في كازاخستان
في كازاخستان يُستقبل رمضان بمزيد من الفرح والسرور والابتهاج، فيحرصون على صلة أرحامهم ، فتتبادل الزيارات وتوثق العلاقات، وتزول القطيعات، فكل من لديه قطيعة مع أحد يحرص على زيارته طالبا السماح والعفو قبل دخول رمضان.
كما يُستقبل رمضان أيضا عند أهل كازاخستان بذبح الماشية والأغنام ومن ثم توزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين وكذلك يزداد إعطاء الصدقات.
ومن بين العادات والتقاليد في كازاخستان ظهور موائد الإفطار الرمضانية التي تقيمها المساجد ومَن يريد أن يشارك من الأشخاص في إقامتها يتوجه بالمال إلى أقرب مسجد وتقوم المساجد طوال الشهر بإقامة موائد إفطار للمحتاجين وعابري السبيل والمسافرين وغيرهم.
رمضان في طاجيكستان
بحلول شهر رمضان يستقبله أهالي طاجكستان الشهر الفضيل ببعض ألوان البهجة ، حيث إنارة المساجد ومآذنها بالأنوار والإضاءة التي تستمر لفترات طويلة
مما يشعر الناس بمدى عظمة هذا الشهر الفضيل.
كما تأتي السمبوسة والأرز في مقدمة أصناف الطعام على الموائد الرمضانية الطاجكية، فتتميز المائدة الرمضانية بالعديد من ألوان وأنواع الطعام المختلفة.
كما أنه يوجد حالة من الازدحام والتهافت الكبير على المساجد لأداء صلاة التراويح على وجه الخصوص، للحصول على الروحانيات المرتفعة والثواب العظيم.
المراجع
https://www.dw.com/
https://arabic.rt.com/
https://www.alarabiya.net/