ما أن ينتهي شهر رمضان الفضيل، إلا ويحل علينا فرحة عارمة بقدوم عيد الفطر المبارك، فتتم التحضيرات والتجهيزات لقدوم هذا اليوم في كل بقاع العالم العربي على مختلف الدول العربية منها والإسلامية.
فكثير من المسلمين ما يتشابهون في العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات وطقوس عيد الفطر المبارك،
إلا أن هناك بعض التقاليد والعادات التي تميز بعض البلدان العربية عن غيرها، والتي توارثت من جيل لجيل.
عزيزي القارئ، بين سطور هذا المقال من دكتور تواصل نستعرض أبرز العادات والتقاليد في العالم العربي في عيد الفطر المبارك..
عيد الفطر في العالم العربي
طقوس عيد الفطر في مصر
تبدأ احتفالات العيد في آخر 10 أيام من شهر رمضان، بالإقبال الشديد على شراء الملابس الجديدة للكبار والأطفال
فيعد جزءا أساسياً في استقبال العيد، فتشهد شتى الشوارع المصرية ازدحاما كبيرا لشراء حوائجهم استقبالا منهم لعيد الفطر المبارك.
كما تتجمع النساء لإعداد كعك العيد وهو أيضا مظهر هام من مظاهر استقبال العيد عند المصريين، حيث يلجأ البعض منهم لشرائه جاهزا أيضا.
اما ليلة الوقفة عند المصريين كما يسمونها فلها طابع خاص وابتهاج فريد، حيث يقبل الشباب على صالونات الحلاقة بشكل مكثف
وكذلك ذهاب الفتيات لصالونات التجميل تزينا منهم وتميلا لاستقبال هذا اليوم الكريم.
اما صلاة العيد فتكون لها نوع مختلف عند المصريين، فقد يؤدونها جماعة في ساحات الشوارع بالقرب من المساجد
ثم يتبادلون الزيارات بين بعضهم البعض، بقلوب صافية راضية، وبحب وإخاء بين الأهل والأحباب والأصدقاء.
وتعتبر عيدية العيد من أبرز مظاهر العيد عند المصريين وأكثرها انتشارا، حيث تختلف قيمة العيدية باختلاف السن
وكثيراً ما يحصل الصغار على العيدية من الأبوين والجدين والأعمام والعمات وأفراد العائلة المختلفة.
أما الفسيخ والرنجة فتعتبر من أبرز الآكلات الشعبية عند المصريين في العيد، بالإضافة لبعض المأكولات البحرية
بخاصة أنهم يكونون ممتنعين عنها طوال أيام الشهر خوفاً من العطش في الصيام.
طقوس عيد الفطر في السودان
يتم التجهيز لاستقبال عيد الفطر المبارك في منصف شهر رمضان الفضيل، حيث يقوم الرجال والنساء على حد سواء في التجهيزات والتحضيرات لهذا اليوم من إعداد أصناف الحلوى والكعك والخبز والبيتي فور والسابلية والسويسرول بكميات كبيرة تكفي لإشباع الزائرين.
وتؤدي صلاة العيد في الساحات قرب المساجد، إذ يشهدها الكبير والصغير، حيث الطمأنينة والسكينة، حيث الحب والمودة، حيث التألف والإخاء.
ومن ثم يتوافدون في منزل أحد كبار القرية، حاملين معهم إفطارهم ليتناولوه سويا في جمع المحبين
وبعدها يقومون بزيارات المرضى وكبار السن في جماعات متفرقة، مع النساء والأطفال.
ويخصصون نهار اليوم الأول من أيام العيد المبارك في زيارات وتهنئة الجيران، وقد تستمر هذه الزيارات أيضا طوال الأيام الأولى من شوال
كما يقضي الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.
طقوس عيد الفطر في اليمن
أما في اليمن فطقوس الاحتفال بالعيد في حالة مختلفة عن باقي الدول، فقد ينشغل أهلها بحرق الحطب في ليلة العيد فيجمعونها ويضعونها على هيئة أكوام عالية ويقومون بحرقها، في مظهر بهيج يعبر عن مدى فرحتهم بهذا اليوم الفضيل، مع تودعيهم إياه.
كما يقومون أيضا بنحر الذبائح وتوزيعها على الأهل والأقارب والجيران، متبادلين الزيارات الأسرية ومقدمين ما يسمى بالعيدية
آكلين الوجبات كالسلته والسباية التي لا تكاد تخلو المنازل اليمنية منها.
طقوس عيد الفطر في فلسطين
عيد الفطر عند أهل فلسطين يتمثل في صلاة العيد في المسجد الأقصى الشريف، حيث الروح الطيبة، والأصل النابع من الروحانيات الربانية العطرة.
فبعد انتهاء المصلين من أداء الصلاة، يقوم الكثير منهم بزيارة المقابر لقراءة القرآن على شهدائهم، ويوزعون الكعك والمال على أرواحهم الطاهرة
كما يقومن النساء بعمل الحلويات الشهيرة عندهم كالمعمول، وحلي سنونك، وأيضا اليحمي والبرازق والنقوع، فقد تعتبر هي بذور لها رائحة زكية.
طقوس العيد في السعودية
يتميز عيد الفطر عند أهل السعودية بتجهيز الحدائق وزراعة الأزهار وإنارة الطرقات، حيث في أيام العيد تتنوع البرامج الترفيهية
وكذلك الرقصات الشعبية والألعاب النارية في شتى أنحاء السعودية.
حيث يقوم أهل السعودية بأداء صلاة العيد سويا بحب وإخاء، متبادلين أسمى التهاني، متجولين في الطرقات لزيارات الاقارب والأصدقاء.
وتتنوع الآكلات الشعبية عند السعوديين من منطقة إلى أخرى في عيد الفطر
فعند المنطقة الجنوبية يتميزون بالعريكة والعصيدة والمبثوث إضافة إلى القهوة والشاي
أما في منطقة مكة فقد يقدمون أطباق الحلوى مثل الكنافة والبسبوسة واللقيمات والطرمبة والزلابية
وفي منطقة الرياض فهناك أطباق شعبية مثل الحنيني والمطازيز والمرقوق والجريش.
ومن بين عادات السعوديين أيضا في عيد الفطر المبارك أنهم يتبادلون الزيارات العائلية والتجمعات الأسرية
كما يعودون إلى إحياء التراث من خلال الأكلات التقليدية والملابس الرسمية كالثوب والشماغ والعقال والمشلح.
طقوس عيد الفطر في الجزائر
يبدأ احتفال الجزائريين بعيد الفطر المبارك من الأسبوع الأخير في شهر رمضان، حيث تتم التحضيرات والتجهيزات لعيد الفطر المبارك، حيث تنظيف المنازل، وتحضير أنواع الحلوى الشهيه التي تتميز بها الجزائريون، تقديما للزائرين في أيام العيد، وإيمانا منهم بروح الكرم والعطاء.
كما وتتنافس النساء في صنع أنواع الحلوى التقليدية منها والعصرية على حد سواء، فتتربع البقلاوة على موائد عيد الفطر، ثم من بعدها أنواع أخرى كالمقروط والصامصة والشباكية والغريبية، وغيرها من أنواع الحلوى الشهية والمميزة.
أيضا من بين مظاهر البهجة والسرور بحلول عيد الفطر المبارك عند الجزائريين، يقومون بوضع الحناء للصغار والنساء في لية العيد
مرتدين الملابس التقليدية خلال هذه الأيام المباركة.
وكذلك كما في باقي الدول بعد صلاة العيد يجتمع الجميع متبادلين الزيارات والتهاني السعيدة للأهل والجيران والأصدقاء في نفس الحي أو المدينة
ثم يأتي من بعد ذلك دور المقابر وزياراتها ليترحموا على أهاليهم وأقربائهم.
طقوس عيد الفطر في المغرب
إن عيد الفطر عند أهل المغرب هو فرصة كبيرة لقضاء أطيب الأوقات بحب وطمأنينة وصفاء روح ونقاء سجية
يقضون هذه الأوقات مع الأهل والأحباب والأصدقاء، كما يمارسون أطيب العادات الدينية والاجتماعية المختلفة
ويتربع صنع الحلويات وتحضيرها على عادات المغربيين وتقاليدهم المختلفة، وكذلك شراء ملابس العيد للصغار والكبار على حد سواء
وارتداء الأزياء المغربية التقليدية، كما لا يتخلى أحد منهم عن صلة الأرحام وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء
مع تقديم زكاة الفطر والتكافل الكامل مع الفقراء والمحتاجين في لفة إنسانية يغمرها الحب والمساواة.
ويتميز المغربيون أيضا بشراء الحلويات بكل أنواعها التقليدية أو العصرية، والتي من أشهرها وتعد من أكثر الحلويات مبيعا والتي تلقى رواجًا كبيرًا عند أهل المغرب. “كعب الغزال”.
وفي يوم العيد يفضل الكثيرون من أهل المغرب التوجه إلى ساحات المساجد لأداء صلاة العيد بالملابس المغربية التقليدية والمتمثلة في الجلابة والجبادور
وعند انتهاء صلاة العيد هناك موعد مع الفطور الجماعي إضافة إلى الشاي المغربي بالنعناع.
طقوس عيد الفطر في تونس
يسمونه التونسيين بالعيد الصغير، ويحتفلون به على طريقتهم، فأهل تونس يحتفلون بعيد الفطر المبارك قبل مجيئه بأيام
فترتفع أصوات المساجد والمنازل بالدعاء في صلاة التهجد حتى انبلاج الفجر.
كما أن العيد في تونس فرصةلإعطاء الأعطية والصدقات للفقراء والمحتاجين وفعل الخيرات، كما هو مظهر من مظاهر ادخال البهجة والسرور ففيه يقام عقود القران، وإقامة الأفراح، بالإضافة إلى شراء ملابس العيد للأطفال والصغار.
ففي يوم العيد تكمن الفرحة الحقيقية، فبعد انبلاج فجر عيد الفطر المبارك، تعج المقابر والجوامع بكثرة المصلين، وذلك للتراحم على الأموات ولأداء صلاة العيد.
وتختلف الآكلات التونسية من محافظة إلى أخرى فالشمال الجنوبي يعمل على تقديم ما يسمى بالمشكلة
أما في محافظة بن قردان فتنفرد بتقديم عصيدة الفارين بالمعقود، كما وتجتمع أفراد العائلة لتناول الآكلات الأخرى والتي أبرزها الكسكس.
طقوس عيد الفطر في الكويت
إن عيد الفطر في الكويت له طابع خاص ومذاق مختلف ورونق مميز عن باقي الدول، فهو وسلة للم شمل الأهل والأحباب والعائلات
كما يبعث الفرحة والسعادة في جميع أفراد الأسرة الكبير منها والصغير.
ويقوم أهل الكويت في العيد بالذهاب إلى أماكن الترفيه، مؤدين بما يسمى “بالعيدية” التي تعد من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد خاصة عند الأطفال
فيعد نوعا موروثا عبر الأجيال المختلفة، وهو مصدر من مظاهر ادخال السرور والبهجة عند الأطفال.