فيروس كورونا ومهنة التمريض.. إنها الحرب الدائرة الآن بينهما، أطقم تمريض فيروس كورونا في كل دول العالم هم الآن في واجهة الصفوف أمام فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وفي سبيل مواجهة ذلك الفيروس تبذل أطقم التمريض في كل دول العالم أقصى ما يمكنهم تقديمه، فعملوا على مدار الساعة واللحظة، وافترشوا الأرض في طرقات المستشفيات لأخذ قسط من الراحة في بعض الأحيان، فالصور ومقاطع الفيديو التي تتناقلها الإعلام والسوشيال ميديا لهم من ووهان بالصين ومن إيطاليا وأسبانيا وإيران وغيرهم خير شاهد على جهدهم الكبير.
عزيزي القارئ: إن الحرب الدائرة الآن بين كورونا والتمريض ينتصر فيها الأخير والحمد لله، فنسبة الشفاء من كورونا تبلغ نسبًا مرتفعة للغاية، ولكن الأمر لم يخلو من خسائر في أطقم التمريض.
فعلى سبيل المثال، فقد كشفت البيانات الرسمية في إسبانيا رقمًا مفزعًا بعض الشيء، وهو أن واحد من كل 8 مصابين بـ كورونا هو من الأطقم الطبية وقد تجاوز عدد المصابين هناك من الأطقم الطبية 4000 آلاف مصاب بكورونا..
ولكن رغم الخطر، فإن الأطقم الطبية ومنها طواقم التمريض ما زالت مستمرة في عملها، في كل مكان في العالم، تحارب الفيروس الفتاك بقلوب مليئة بالشجاعة والقوة، يؤدون دورهم الإنساني؛ ليثبتوا للعالم بحق أنهم ملائكة الرحمة.
عزيزي القارئ: لم يقتصر دور أطقم تمريض فيروس كورونا على الرعاية الصحية فقط؛ حيث يعتقد البعض أن دور الممرض أو الممرضة هو اتّباع الإرشادات التي يصفها الطبيب فقط وتطبيق وصفته الطبية، إلا أنهم يقدمون الدعم النفسي للمرضي وخاصة لكبار السن لحمايتهم من الاكتئاب واليأس؛ حيث إن الدعم النفسي هو أهم مرحلة للشفاء.
فرضت عليهم طبيعة عملهم البقاء لأسابيع تحت حصار الفيروس والابتعاد عن أهليهم وذويهم، على الرغم من المخاوف التي صدّرها بعض المحبطين في بداية الأزمة.
إنهم يغامرن بأرواحهم وصحتهم في سبيل قضاء واجب مهني ووطني ويعيشون أصعب اللحظات في سبيل ذلك، بداية من استقبال المريض في قسم العزل وهو الجزء الأصعب، حيث إن تقبل المريض مسألة عزله يتفاوت من شخص لآخر، فهناك من يدخل في نوبة بكاء، وهناك من يصرخ، وآخرون احتموا بإيمانهم بالله ونزلت عليهم السكينة والطمأنينة.
جاء خطر كورونا ليذكرنا جميعًا بأهمية الدور الذي يلعبه الأطباء والممرضون فهم الجيوش البيضاء التي تتولى مهام الدفاع عن صحة الشعوب بأكملها وتواجه الخطر في خطوط الدفاع الأولى.
يعمل الأطباء وأطقم تمريض فيروس كورونا في نوبات طويلة تمتد أيامًا وساعات طويلة في كل مرة على الخطوط الأمامية، لمواجهة ذلك الفيروس، كما يتولى الأطباء والتمريض والمسعفون عدة أدوار في آن واحد للتعامل مع العديد من المرضى، كما أبدى الآلاف من الأطباء استعدادهم للمشاركة في فرق الدعم الطبي محل زملائهم في أي وقت.
حان وقت التقدير لأولئك الجنود الصامدين وهذا الجيش الباسل، ونرفع لهم القبعات، شكرًا لكل ممرضة وممرض في فريق التمريض الذي يعتبر الداعم الأول للعملية الصحية والطبية، والشكر موصول لكل أطبائنا الأعزاء ممن يسهرون على حماية المرضى وتقديم الرعاية الطبية لهم.