فوائد الحب
“ما هي فوائد الحب؟! .. الفلانتين” أو “عيد الحب”.. عندما يقترب يوم 14 فبراير من كل عام تجد محلات الهدايا والزهور على أهبة استعدادها
لتقديم الهدايا المزينة باللون الأحمر وهو لون الاحتفال بعيد الحب.
عزيزي القارئ: لا يمكن للإنسان العيش بدون الحب، فالحب هو شعور رائع يخفف على الإنسان مصاعب ومتاعب الحياة
ويملأ حياته بالسعادة والراحة والأمل، فهو ابتسامة مشرقة تنير الحياة، كلما تذكر الانسان أحبته الموجودين بقلبه وعقله ووجدانه.
وقديمًا قالوا: إن الحب هو نبض الحياة وأكسجين البقاء، وهو شئ يعجز الانسان عن وصفه أو التعبير عنه، هو شعور بالاهتمام و شعور بحب اللقاء.
إن الحبّ هو كيمياء متبادلة بين اثنين، فالحب هو الوداد، وميل الإنسان الوجداني إلى شخص يعجبه كل شيء فيه: شكله وتصرفاته وطريقة كلامه
والشعور بالارتباط الشديد به، والشوق والحنين إليه، والتفكير به بشكل دائم، حيث يسكن معه بالعقل الباطن ويعيش معه باللاشعور
وهو من أرقى المشاعر والغرائز الإنسانية التي فطرها الله سبحانه وتعالى في الإنسان وميزها بها عن كثير من المخلوقات.
كيمياء الحب وهرمونات الحب
أثبت العلم الحديث أن الحب له تأثير على جسم الإنسان، ويُحدث عددًا من التغيرات الصحية والكيميائية
حيث إن الجسم عند الوقوع في الحب يُفزر مجموعة من الهرمونات تلعب دورًا أساسيًا في الشعور بالراحة النفسية والإحساس والاستمتاع بالحب، وهذه أبرز الهرمونات:
1- الدوبامين
وهو هرمون سحري يفرز طبيعيًا في الجسم وبكميات كبيرة وهو المسؤول عن نقل إشارات الشعور بالسعادة والراحة عند الوقوع في الحب ويعد من أهم فوائد الحب
2- السيروتونين
وهو هرمون يعتمد عليه المخ في تنظيم سلوك الإنسان، وعند الوقوع في الحب ينشط هرمون السيروتونين بشكل ملحوظ ويشعر المحبون بالسعادة الغامرة ومتعة الحب.
3- الأدرينالين والنورأدرينالين
وهو هرمون السعادة الذي يسبب عددًا من الأعراض عند زيادته بسبب الوقوع في الحب، فهو يسبب تورد الوجه وتعرق اليدين وتسارع ضربات القلب.
4- الأوكسيتوسين
يطلق عليه العلماء هرمون الحب، وهو المسؤول عن إحساس الدفء والأمان والراحة النفسية عند العشاق
ويزيد افرازه بشكل ملحوظ في فترة الوقوع في الحب، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بلذة الحب بين الطرفين.
5- الفاسوبريسين
وهو هرمون مهم جدا للشعور بالسعادة، وكلما زاد إفرازه وتواجده لدى الشركاء، زاد تعلقهما ببعض وإخلاصهما لبعض، والعكس صحيح.
ما هي أنواع الحب؟
1- الحب الجسدي: هو كل ما يتعلق بجمال الجسد من تناسق وتكوين وجاذبية وقدرة على الإثارة.
2- الحب العاطفي: هو الاهتمام الذي يتجاوز تفاصيل الجسد والرغبات الحسية، والمبالغة بالاهتمام بالمشاعر والحالات الرومانسية.
3- الحب العقلي: هو التواصل العقلي والتوافق الفكري بين المحبين، والتحاور لساعات طويلة بإنصات متبادل
والفهم والتفاهم بينهم، ويوجد هذا النوع عند الفلاسفة والمثقفين أصحاب الفكر
4- الحب الروحي: هو الحب الذي يعلو سموًا عن الحب الجسدي والعقلي والعاطفي
حيث يصل المتحابان إلى أعلى مدى في الروحانيات، وتوجد عند المتدينين والفنانين والأدباء.
هل هناك علاقة بين الحب وصحة الجسد؟!
عندما يشعر الإنسان بالحب، أيًا كان نوع هذا الحب، تحدث الراحة النفسية التي تؤثر على الحالة الجسمانية فتتسع الدورة الدموية
مما يؤدى إلى حدوث استرخاء تام في عضلات الجسم وانتظام فى ضربات القلب وراحة فى حدقة العين، مما يؤدى إلى رؤية واضحة
وانتظام في الغدد اللعابية في الفم مما يؤدي لسهولة فى الكلام واتساع فى الصدر يؤدي إلى التنفس بصورة سليمة
ويؤدى أيضا إلى خفة الحركة ونقاء السمع وزيادة الحركة الناتج من ارتفاع الروح المعنوية.
بينما الكراهية هي القلق والضيق وعدم الراحة، وعندما يصاب الإنسان بالقلق ترتفع نسبة الأدرينالين في جسم الإنسان
مما يؤدى إلى انقباض فى الأوعية الدموية وحدوث صداع في الرأس وزغللة في العين وجفاف في الفم ويشعر الإنسان بضيق فى الصدر
كما أنه يسبب له رعشة في الأطراف وتنميل وبرودة وعرق فى الأطراف ويحدث زيادة في العصارة المعدية مما يؤدى إلى ألم فى المعدة و آلام شديدة في أسفل الظهر، وزيادة في ضربات القلب.
بالحب ترتقي بجودة الحياة
إن افتقاد الإنسان للحب في حياته يسبب له العزلة الاجتماعية، هذه العزلة قد تؤدي إلى الأمراض النفسية التي قد تعجل بوفاة الإنسان بخلاف الشخص الذي يعيش دائما في جو مليء بالحب من حوله.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاقات الإيجابية وخاصة العلاقة الزوجية تحفز الشخص على المزيد من الاهتمام بالنفس ولمن حوله
وهذا يتمثل في الابتعاد عن كافة العادات السيئة، والابتعاد عن كل هذه العادات يعني الارتقاء بالحياة وتحقيق جودتها.
لذا احرص على الحب ..
تأثير الحب على الصحة الجسدية
قالوا قديماً “تفاحة واحدة في اليوم تغنيك عن زيارة الطبيب ” ولكن هل يمكن للحب أن يغنيك عن زيارة الطبيب أو أن هذا يقتصر على التفاح فقط !؟
الرد على هذا السؤال يوجد في دراسة تم عملها في The Health and Human Services Department على مجموعة من الأزواج المستقرين في حياتهم الزوجية من الناحية العاطفية
حيث تم فيها عمل مقارنة بينهم وبين مجموعة من الأشخاص غير المرتبطين في عدد مرات زيارتهم للطبيب سنوياً وكانت النتيجة أقل بكثير في حالة المتزوجين المستقرين عاطفياً .
وفي نفس الدراسة وجد أن مدة إقامة الأشخاص المتزوجين والمستقرين عاطفياً في المستشفى بعد التعرض حادث ما أو إجراء عملية أقل .
فوائد الحب على العقل
يعتقد البعض أن الحب يبدأ من القلب .. ولكن للعلم رأي أخر
الوقوع في الحب والشعور بالمشاعر الجيدة كالحب والسعادة يبدأ من العقل .. فمثلاً عند رؤية شخص تحبه يبدأ المخ بإعطاء إشارات لإفراز الدوبامين بمعدلات أكبر من المعدل الطبيعي .
و الدوبامين ناقل عصبي مسئول عن شعورك بالسعادة كما يعمل الدوبامين ايضاً علي تعطيل أجزاء من الدماغ وهنا تبدأ مشاعر أخرى كالإفتتان أو الهوس .
ويقوم المخ أيضاً بإعطاء إشارات للغدة الكظرية لإفراز الأدرينالين والنورأدرينالين
وهذا يفسر اضطراب القلب و زيادة معدل نبضاته عند رؤية من تحب أو الشعور بمشاعر جيدة مثل النجاح والإنجاز .
الحب و أمراض القلب
منذ زمن و القلب رمز للتعبير عن الحب … ولكن ما علاقة الحب بأمراض القلب !؟
دكتور Sandeep Jauhar طبيب القلب الأمريكي في كتابه “Heart: A History.” ذكر ما يعرف بالقلب المعنوي أو القلب المجازي واللي سماه “metaphorical heart.” وكانت فكرة الكتاب قائمة على إيجاد علاقة بين القلب كعضو عضلي يضخ الدم للجسم والقلب المجازي أو “metaphorical heart.” الذي هو مصدر لما تشعر به و المسئول عن تكوين مشاعر ك مثل الحب و الشجاعة .
وأضاف في نفس الكتاب “وما لاحظته خلال عقدين من عملي الآن كطبيب قلب هو أن هذا القلب المجازي
يؤثر بشكل مباشر على صحة قلبنا البيولوجي”. ” وأن الأشخاص الذين لديهم علاقات صحية ومحبة يتمتعون بصحة قلب أفضل.”
” العلاقات والمشاعر الإيجابية تساعد بصورة كبيرة على ضبط ضغط الدم وبالتالي التحسين من صحة القلب ” هذه الجملة كانت خاتمة دراسة تمت في the Annals of Behavioral Medicine والتي تمت عن تأثير العلاقات العاطفية و الاجتماعية الناجحة في ضبط وتوازن ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب