تعد قرحة المعدة من أكثر الأمراض الهضمية انتشاراً، حيث بلغت نسبة الأشخاص الذين عانوا من القرحة الهضمية نحو 45% من سكان الولايات المتحدة حسب إحصائية أجريت في عام 2018.
وإن قرحة المعدة هي واحدة من أهم الأمراض المزمنة والمزعجة التي تصيب المرضى
وتحتاج لعناية و دقة فائقتين وذلك بسبب خطورة مضاعفاتها الجسدية والنفسية أيضاً
وتأثيرها على صحة الجسم العامة، كما أنها في الحالات المتقدمة تصل حتى تهديد الحياة.
ليس بالضرورة أن تشاهد قرحة المعدة عند جميع الأشخاص المعرضين لنفس ظروف الحياة والطعام
الأمر الذي يثبت احتمالية وجود استعداد وراثي لتطور القرحة المعدية وغيرها أيضاً من عوامل الخطورة
التي تسرع من ظهورها في حال تواجدت في شخص دون الآخر.
فما هي قرحة المعدة؟ وما آلية حدوثها؟ وما أسبابها وأعراضها؟ و كيف لنا أن نعالجها؟
يقدم لكم اليوم موقع دكتور تواصل إجابة على كافة استفساراتكم حول قرحة المعدة فتابعوا معنا.
ما معنى قرحة المعدة و كيف تحدث ؟
تتألف المعدة من جدار يحوي على 3 طبقات هي : الطبقة المخاطية، الطبقة العضلية، طبقة جدار المعدة الخارجي.
قرحة المعدة هي عبارة عن جروح تطال الطبقة الداخلية من المعدة (المخاطية) تؤدي إلى فقدان قسم منها مما يؤدي إلى انكشاف الطبقة العضلية.
آلية حدوث القرحة الهضمية
بطبيعة الحال تفرز الخلايا الموجودة ضمن المعدة مادة مخرشة تدعى حمض المعدة، دورها الأساسي يكمن في تسهيل عملية الهضم، ويعد وجود هذا الحمض أساسياً في حدوث قرحة المعدة.
تفرز المعدة أيضاً المخاط و مادة أخرى تعادل الإفراز الحمضي و تخفف من تأثيره تدعى البيكربونات. وإن تواجد المخاط والبيكربونات يجعل من حمض المعدة خفيف التأثير والضرر على جدار المعدة وأقل تسبباً في حدوث القرحة المعدية.
اعراض قرحة المعدة
كيف أعلم أني مصاب بالقرحة المعدية؟ ستبدأ الشعور بأعراض معينة تدل على وجود قرحة المعدة مثل :
الشعور بألم في رأس المعدة (أعلى البطن)
ألم بطن يزول بتناول الطعام أو شرب الحليب
تتراوح شدة الألم من متوسط إلى شديد
الشعور بغثيان والقيء.
فقر الدم والشعور بالتعب وفقدان الوزن
نقص الشهية.
اعراض قرحة المعدة والقولون
في بعض الحالات وعند وجود الاستعداد الوراثي لدى المريض فقد تظهر القرحة المعدية مترافقة مع قرحة القولون، وفي هذه الحالة تكون اعراض قرحة المعدة والقولون :
الشعور بألم شديد وحارق في البطن
يظهر الألم بعد تناول الطعام بثلاث إلى أربع ساعات
يوقظ الألم المريض من النوم.
شعور بغثيان مع الشعور بالقلق ونقص في الشهية.
إن اجتماع هذه الأعراض أو تواجد جزء منها يدعو إلى طلب استشارة الطبيب من أجل استكمال الفحوصات اللازمة لتشخيص القرحة المعدية.
أسباب قرحة المعدة
هناك العديد من العوامل التي تتسبب في حدوث القرحة وقد تجتمع عدة عوامل تؤذي المخاطية المعدية أي حدوث القرحة ومن أهم هذه الأسباب :
الإصابة بجرثومة المعدة ( الملتوية البوابية Helicobacter pylori )
إن تواجد هذه الجرثومة ضمن المعدة مع بقائها سليمة هو أمر نادر جداً
فعند كشف هذه الجرثومة ضمن الوسط المعدي غالباً تكون المعدة مصابة بالالتهاب، ومع تقدم الحالة يتحول هذا الالتهاب إلى تقرح وتظهر قرحة المعدة.
ولكن كيف تتسبب جرثومة المعدة في حدوث القرحة؟
يتم ذلك من خلال التأثير على الخلايا التي تفرز المخاط فتقوم بتدميرها، وكما ذكرنا فإن للمخاط دوراً هاماً في الوقاية من تأثيرات الحمض المعدي.
من ناحية أخرى فإنها تقوم بإفراز مواد كيميائية تفكك الطبقة الواقية لمخاطية المعدة والتي تحميها من تأثير حمض المعدة المباشر عليها، وتكمن صعوبة معالجة هذه الجرثومة من أنها تشكل حولها غلافاً واقياً يمنع من وصول جزيئات الأدوية المضادة للالتهاب والمضادات الحيوية من الوصول إليها وتدميرها.
التدخين :
من الأسباب الأخرى الهامة جداً التدخين، لأن النيكوتين يؤثر بشكل مباشر على باطن المعدة و يحدث فيه تخريشاً
كما أن التدخين يزيد من إفراز حمض المعدة بشكل واضح.
تناول الأدوية المخرشة للمعدة
عند بعض المرضى الذين يتناولون أنواعاً محددة من الأدوية بشكل مستمر، مثل الأسبرين، المسكنات القوية مثل الديكلوفيناك
أو عند مرضى فقر الدم الذين يتناولون حبوب الحديد.
تعد جميع هذه العقاقير الدوائية عوامل هامة في أذية مخاطية المعدة
ويكون علاج القرحة هنا هو الامتناع عن هذه الأدوية واستبدالها بأخرى أقل ضرراً على المعدة.
الحالة النفسية
تعد الحالة النفسية عاملاً لا يستهان به للقرحة الهضمية، فعندما يتعرض الإنسان للقلق أو الاكتئاب أو يصاب بحالة شدة وتوتر لسبب ما يزداد إفراز الحمض من المعدة ويحدث تأذي في غشائها الباطن.
باختصار فإن جميع العوامل التي تؤدي إلى زيادة إفراز حمض المعدة أو تسبب نقص في إفراز المخاط وتدمير الطبقة الواقية ستؤدي إلى حدوث القرحة.
علاج قرحة المعدة و ادوية قرحة المعدة
كثير من المصادر تتحدث عن كيفية علاج قرحة المعدة وتقترح العديد من العلاجات سواء الدوائية أو الطبيعية بالأعشاب
و سنذكر فيما يلي كيفية علاج قرحة المعدة وأدويتها.
الأدوية المضادة للحموضة :
تؤثر هذه الأدوية على الحمض الذي تم إفرازه مسبقاً من الخلايا، تتحد جزيئات الدواء المضاد للحموضة مع جزيئات الحمض و تمنع من امتصاصه ما يجعل تأثيره على جدار المعدة أخف.
من هذه الأدوية نذكر هيدروكسيد الألمونيوم و المغنسيوم الذي يوجد على شكل شراب أو أقراص مضغوطة.
ينصح بتناول مضادات الحموضة بعد كل وجبة، حيث يتناول بعد الوجبة مباشرة نحو 15 مل من الشراب
وبعدها بساعتين يتناول نفس الجرعة لأن الإفراز الحمضي يكون في أعلى قيمة له في هذين الوقتين.
الأدوية التي تمنع إفراز حمض المعدة
تؤثر هذه الأدوية بشكل مباشر على الخلايا وتمنع من إفرازها لحمض المعدة ومن أشهر هذه الأدوية الرانتدين الذي يؤخذ بجرعة حتى 300 ملغ يومياً، ويؤخذ مساءاً ولا يفضل تناوله مع الطعام أو بعده.
من الأدوية الأخرى الهامة والأكثر استعمالاً حول العالم هو الاوميبرازول 20 ملغ، الذي يعمل أيضاً من خلال منع انتاج الحمض المعدي، ويعطى على شكل أقراص جرعة واحدة صباحاً فقط قبل تناول الطعام، وهو ذو فعالية كبيرة.
بعد أن ذكرنا كيفية علاج قرحة المعدة و الأدوية المستخدمة في شفائها، سنتطرق الآن إلى الحديث عن العلاج بالأعشاب
علاج قرحة المعدة بالأعشاب
يمكن في بعض الحالات الاستغناء عن أدوية قرحة المعدة والاستعاضة عنها بالأعشاب
حيث وجدت الدراسات أن شرب كوب من القرفة المغلية يومياً يساعد في تنشيط إفراز المخاط المعدي الواقي ويخفف من تأثير حمض المعدة على المخاطية.
من ناحية أخرى أيضاً فقد ثبت أن شرب منقوع القرنفل له دور شديد الأهمية في علاج قرحة المعدة و التخفيف من الآلام الناتجة عنها ويسرع من تعافيها.
كما أكد العلماء على أهمية العلاج بالعسل بسبب احتوائه على كمية وافرة من الفيتامينات و العناصر الغذائية
فضلاً عن وجود مضادات الأكسدة التي تقضي على الجذور الحرة التي تضر المخاطية وتتسبب في حدوث القرحة.
العلاج بالعسل يساهم أيضاً وبشكل واضح في تحفيز وحماية الطبقة الواقية للمعدة ويخفف من ألم البطن والشعور بالحرقة المرافق لقرحة المعدة.
وهكذا نكون قد تعرفنا على قرحة المعدة بأسبابها وآلية حدوثها وطرق علاجها
ونؤكد في نهاية الأمر على ضرورة مراجعة الطبيب عند الشعور بشيء من أعراض القرحة
وذلك بسبب خطورة حدوث النزيف فيها أو انثقابها أو غير ذلك من المضاعفات المهددة للحياة مع تمنيات فريق دكتور تواصل لكم بالصحة والشفاء.