ماذا نفعل عند بكاء الأطفال ؟ دكتور تواصل يجيب
ماذا نفعل عند بكاء الأطفال وكيف نتعامل مع تلك المشكلة … اليك بعض الأسئلة وإجابتها للطريقة السليمة للتعامل مع الأطفال في هذا الموقف الذي يجده الكثيرون مزعجاً ولا يعرفون طريقة التصرف الصحيحة
أولا من المهم أن تعرف لماذا يبكي طفلك كما سبق الشرح من خلال هذا المقال : لماذا يبكي طفلك؟ تعرفي على 5 أنواع للبكاء عند الأطفال
هل نحن مبرمجون عصبيًا على الاستجابة لبكاء الأطفال ؟
الإجابة: نعم! جميعاً مبرمجون عصبيًا على الاستجابة لبكاء الرضع، فتزداد ضربات قلبنا، وتتوتر أعصابنا كلما سمعنا ذلك الصوت الذي يضعنا – في كثير من الأحيان- تحت ضغط نفسي شديد؛ لكي نتوجه فورًا لمساعدة الرضيع أو الطفل لمحاولة إيقافه عن البكاء، فذلك غريزة بشرية، ربما لا نفكر في دوافعها، ولكننا نتصرف بها طبقًا للفطرة الإنسانية.
هل كل بكاء الأطفال الرضع يكون حزنا؟!
إن الأطفال ليسوا مثل الكبار يبكون فقط في حالة الحزن، فالأطفال يبكون لأسباب كثيرة، فالبكاء في حد ذاته طريقة للتواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرهم المختلفة.
إن الأطفال يبكون في حالة الخوف، ويبكون في حالة الغضب، ويبكون في حالة التشتت أو الضيق أو عند الإحساس بعدم الأمان وغيرها الكثير من الأحاسيس والتعبيرات المختلفة التي يبكي عندها الأطفال.
لذا؛ فلا يجب أن تكون ردة فعلنا واحدة في كل المرات، بل يجب فهم سبب البكاء أولاً والتصرف بناءً بما يناسب كل حالة.
ماذا نفعل عند بكاء الأطفال – لا تقل للطفل “اسكت”
يعتقد كثير منا أنه عندما يكف الطفل عن البكاء فسيرتاح ونرتاح جميعا، موجهين كلامهم للطفل بالقول: “اصمت!” وغيرها من العبارات التي توجه للطفل لإيقافه عن استمراره في البكاء.
ولكن هذه الجمل تأتي في الغالب بنتيجة عكسية تماماً، فهي تدل على عدم تفهمك لرغبة الطفل ودوافعه، وتجعل الطفل أقل ثقة بوالديه وقدرتهم على تفهم مشاعره واحتياجاته، وبالتالي يزداد في بكائه بشكل أكثر عناداً وإصراراً؛ للتأكيد على أهمية مشكلته بالنسبة له، حتي وإن كانت مشكلة سطحية أو تافهة بالنسبة للآخرين، فهي تظل مشكلة الطفل التي يحمل همها وتجعله يبكي.
لا تحاولوا حل مشكلة أطفالكم بمشكلة أخري
هناك رأي سائد بأن الطفل عندما يبكي يمكن إسكاته عن طريق إلهائه بشيء آخر! وبالفعل تنجح هذه الطريقة في بعض الأحيان، فكثيراً ما نجد طفلًا يبكي لسبب ما، ويتوقف عن طريق تشتيته أو إلهائه بلعبة مثلاً يحبها أو غناء أغنية يتمتع بها، تجده توقف عن البكاء والتفت مع اللعبة أو الأغنية.
إن هذا أسلوب منتشر بين الآباء والأمهات؛ وذلك بسبب سرعة استجابة الطفل لهذه الأساليب، ولكن على الرغم من نجاح هذا الأسلوب أحيانًا؛ إلا أنه أسلوب خاطئ تمامًا للعديد من السلبيات: فهو يحرم الأم مثلاً و الطفل على فهم مشاعر بعضهم البعض بشكل أفضل، فلن تهتم الأم كثيرًا بسبب بكاء طفلها، كما أنها تعود الطفل على الحصول على ما يريد عن البكاء فقط، وبعد فترة قد تفشل هذه الطريقة لأن مطالب الطفل التي لم تتحقق أو سبب بكائه الأساسي لم يتوقف وبالتالي يصير البكاء أكثر حدة وقوة ولا يعرف الآباء وقتها كيف التصرف؟ فهم لم يتواصلوا مع طفلهم ويفهموا مشاعره منذ البداية ليقوموا بحلها بشكل جيد.
ماذا نفعل عند بكاء الأطفال ؟
الأمر ببساطة هو أنه عند بكاء الطفل نحتاج أولًا لضبط النفس والهدوء وعدم الضيق أو الحدة أو توتر الأعصاب؛ فحينها كل ما ستقوله للطفل سيكون بلا فائدة وسيزيد من توتر الطفل و شدة أعصابه، و يُنصح أن تأخذ نفسين عميقين وتهدئ من نفسك رويدًا وتتوجه لطفلك بكل هدوء مستعملاً جملة أو عدة جمل من الآتي بالتبادل:
أنا هنا .. سوف أساعدك.
أنا أعلم صعوبة مشكلتك جيدًا.
أنا أعلم أنك متضايق، قلق، خائف، أنا معك.
لنأخذ استراحة قليلاً.
أنا أحبك، أنت في أمان معي لا تخاف.
هل تريد المساعدة؟ هل تحاول فعل شيء ما؟
أنا أري أنك تبكي، ولكني لا أعلم لماذا؟ هل يمكنك مساعدتي لمعرفة السبب؟
لنحصل على حل لمشكلتك معًا.
وغير ذلك من مترادفات هذه الجمل التي قد تساعدنا في إسكات الطفل، وإشعاره برغبتنا في مساعدته، وتجعلنا أكثر قدرة على تفهم مشاعره وطريقة تفكيره، وتدريجياً يقل استخدام البكاء في التعبير عما يريد ويزيد الحوار البناء والفعال لينضج في بيئة عقلية وذهنية ملائمة تعتمد على التفهم و الحوار الفعال.