ما هي الصحة النفسية ؟
قد يسألك سائل: كيف حالك؟
فتجيبه إنك بخير.
ولكن ماذا تعني بـ كلمة “بخير”؟!
وما ذلك الشيء الذي تصفه بكلمة “خير”؟!
هل ذلك الشيء هو صحتك الجسدية؟ أم راحتك النفسية، أم علاقاتك الاجتماعية، أم حالتك المزاجية، أم أنه أشواقك الروحية؟
عزيزي القارئ: دعني ألخص لك كل هذا في كلمة واحدة: كيف حال صحتك النفسية؟
نعم! صحتك النفسية. فهل تعرف ما هي الصحة النفسية ؟
دعنا نحكي لك القصة من بدايتها:
ما هي الصحة النفسية ؟
الصحة النفسية هي “حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية”، فقد جاء في تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الصحة النفسية: هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيف مع حالات التوتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.
ويضيف البروفسور أحمد عكاشة (الرئيس الأسبق للجمعية العالمية للطب النفسي) بأن الصحة النفسية تعني “جودة الحياة الجسمية والنفسية والاجتماعية (والروحية)”
فللصحة النفسية أربعة أعمدة رئيسية كما جاء في التعريف السابق:
أ- تحقيق الذات: ويعني انسجام الأحلام والأهداف مع القدرات الشخصية.
ب- إتقان العمل: ويعني القدرة على العمل بكفاءة.
ج- العطاء: ويعني القدرة على المساهمة في نهضة مجتمعه والتعاون مع الآخرين وعدم التمركز حول الذات.
د- الصمود: ويعني القدرة على التكيف مع ضغوط الحياة.
ربما يزيد المعنى وضوحًا الدكتور/ حامد عبد السلام زهران (عميد كلية التربية الأسبق – جامعة عين شمس)، فيذكر أن الصحة النفسية هي “حالة دائمة نسبيًا يكون فيها الفرد متوافقًا نفسيًا مع نفسه، ومع بيئته، ويشعر بالسعادة مع نفسه، ومع الآخرين، ويكون قادرًا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرًا على مواجهة مطالب الحياة، وتكون شخصيته متكاملة سوية، ويكون سلوكه عاديًا مألوفًا بحيث يعيش في سلامة وسلام”.
عزيزي القارئ: أسمعك الآن تدندن عن علم الصحة النفسية؟ وتسأل:
ما هو علم الصحة النفسية ؟
يجيبكم موقع دكتور تواصل بإجابة من شقين:
الأول: علم الصحة النفسية: هو الدراسة العلمية للصحة النفسية والتوافق النفسي (ما يحققها وما يعوقها) (شق نظري).
الثاني: علم الصحة النفسية: هو ما يحدث من مشكلات واضطرابات وأمراض نفسية (أسبابها وتشخيصها وعلاجها والوقاية منها) (شق عملي).
ملاحظة مهمة لا تفوتك من دكتور تواصل
لا يفوتنا أن ننوه – عزيزي القارئ – على أنّ الصحة النفسية هي حالة نسبية تتفاوت درجاتها باختلاف الأفراد، وشرطها الأساسي: تكامل الشخصية والنضج الانفعالي.
وقد يتبادر إلى ذهنك سؤال آخر:
هل تعني الصحة النفسية الخلو من الأمراض؟
بعض الناس يعتقد أنّه إذا خلا من المرض النفسي، فهذا يعني أنّه يتحلى بالصحة النفسية، وهذا اعتقاد خاطئ – للأسف – فقد يكون المرء كذلك، ولكنه لا يستطيع أن يواجه الأزمات العادية فضلًا عن الأزمات العاصفة، أضف إلى ذلك أنه قد لا يشعر بالسعادة.
فهناك شخص مريض نفسيًا، وهناك شخص عادي، وهناك شخص صحيح نفسيًا؛ لذلك جاء في تعريف منظمة الصحة للصحة النفسية: بأنها ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية.
سؤال آخر:
هل يوجد “نموذج مثالي” يعين على التفريق الحاد بين المرض النفسي والصحة النفسية؟
يجيب (جيمس كولمان) وهو عالم اجتماع أمريكي بارز: لا يوجد.
وقبل أن نهاية هذا المقال يود دكتور تواصل أن يزف إليك هذه البشرى بعد هذه الرحلة القصيرة:
ما الفرق بين السلوك المرضي والمرض النفسي، وهل يعني أن لدي سلوكًا مرضيًا بأني مريض نفسيًا؟
ما رأيك أنت أيها القارئ؟
لن أتركك تسرح بخيالك كثيرًا.. ودعنا نوضح لك الآتي:
“السلوك المرضي” هو سلوك مؤقت يصاحبه الاضطراب الذي نراه كأحد أعراض المرض النفسي، فقد نشاهد السلوك الهستيري لدى شخص سوي، وهذا يختلف عن الشخص المريض بالهستريا.
أسمعك تتنفس الصعداء، الحمد لله، ربنا ستر، وإلا لكنا جميعًا مرضى نفسيين، فلا يخلو أحد من سلوكيات مرضية.
تابعونا في هذه السلسلة عن الصحة النفسية؛ لاكتساب مهارات تواجهون بها ضغوط الحياة وتحسنون بها من صحتكم النفسية.
المراجع
الصحة النفسية والعلاج النفسي دكتور/ حامد عبدالسلام زهران
أسس الصحة النفسية دكتور/ عبدالعزيز القوصي
مدخل إلى الصحة النفسية دكتور/ محمد قاسم عبدالله
