مرض السل (الدرن) من أكثر الأمراض التي تدعو للقلق، نظرا لأنها معدية بشكل كبير، وفي هذا التقرير يسرد لكم دكتور تواصل: ما هو مرض السل أو مرض الدرن، وما أسبابه؟ وكيف تنتبهون إلى أعراضه؟ وما هي طرق الوقاية والعلاج؟
ما هو مرض السل (الدرن)؟
مرض السل.. ينجم عن عدوى تسمى المتفطرة السليمة، والتي دائما ما تستقر في الرئة مرورا بالغدد الليمفاوية ومجرى الدم، ويُعرف السل بأنه عدوى بكتيريا تسمى المايكوبكتيريوم تهاجم الرئتين، وقد تصيب أجزاء أخرى بالجسم منها الكلى، الدماغ، والحبل الشوكي.
أنواع مرض السل (الدرن)
يحتوي مرض السُل على نوعين:
أولا: السل الكامن
وهو النوع الذي يكون فيه المصاب حاملاً للبكتيريا دون ظهور أي من الأعراض علية نتيجة مقاومة الجسم له، ففي هذه الحالة لا يكون الشخص معديا ولا يمكنه أن ينقل العدوى للآخرين.
ثانيا: السل النشط
إن السل النشط هو مرض فتاك يكون فيه الشخص حاملا بالبكتيريا النشطة، ويمكنه أن ينقل العدوى إلى الآخرين عند ملازمة المصاب لفترة طويلة من الزمن، كما تظهر الأعراض بعد العدوى بعدة أسابيع، وقد لا تظهر إلا بعد أشهر أو سنوات.
أعراض مرض السل
8 علامات يمكن أن يعاني منها المصاب بمرض السل، كما يلي:-
1- يعاني المصاب سعالاً يستمر ثلاثة أسابيع أو أكثر وقد يصاحبه خرج دم.
2- الشعور بألم في الصدر، أو ألم مصاحب للتنفس أو السعال.
3- فقدان الوزن غير المقصود.
4- الشعور بحالة من التعب والإرهاق المستمر.
5- ارتفاع درجة الحرارة وظهور أعراض الحمى.
6- حالة من التعرق أثناء الليل.
7- من أعراض السل حدوث قشعريرة بالجسم.
8- فقدان الشهية بشكل ملحوظ.
الجدير بالذكر أنه قد تختلف العلامات والأعراض عند الإصابة بمرض السل خارج الرئتين، فقد يصيب أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الكُليتين أو العمود الفقري أو الدماغ.
فوفقًا للعضو المصاب، قد يتسبب مرض السل الذي يصيب العمود الفقري في الشعور بألم في الظهر، بينما قد يتسبب مرض السل الذي يصيب الكُلى في وجود دم في البول.
أقسام أعراض الدرن أو السل حسب المنطقة المصابة
أولًا: أعراض الدرن الرئوي
الدرن الرئوي هو الدرن الذي يصيب الرئتين، حيث يمكن أن تحتوي أعراضه على:
ألم حاد يصيب الصدر.
كحة مزعجة تستمر مع المريض فترة يمكن أن تتجاوز 3 أسابيع متواصلة.
كحة مصحوبة بدم أو بلغم يخرج من عمق الرئتين.
ثانيا: أعراض الدرن خارج الرئة
هذا النوع يطلق عليه الدرن خارج الرئة، والتي يمكن أن تشمل كافة أنواع الدرن التي لا تصيب الرئتين، ولكنها تصيب أجزاء أخرى متنوعة من الجسم، حيث إن الأعراض التي يمكن أن تصاحب المصاب بهذا النوع تنقسم إلى أكثر من نوع.
1- أعراض الدرن (السل) في العقد الليمفاوية
يمكن أن يصاب الشخص بالدرن في العقد الليمفاوية، حيث إن الأعراض في هه الحالة تقتصر على تورم العقد اللمفاوية وزيادة حجمها بشكل تدريجي دون ألم،
والجدير بالذكر أن هذا النوع من الدرن هو أكثر انتشاراً عموماً بين الأطفال.
2- أعراض الدرن في الهيكل العظمي
من المحتمل أن يظهر الدرن في المفاصل والعظام، وفي هذه الحالة يتوقع ظهور الأعراض التالية:-
– الصعوبة البالغة في تحريك المنطقة أو المفصل المصاب.
– ضعف العظام المصابة وزيادة احتمالية تعرضها للكسر.
– ظهور ألم في الظهر.
3- أعراض الدرن في أغشية الدماغ
بعض الأعراض التي يمكن ملاحظتها في هذا النوع تتمثل فيما يلي:-
الشعور بالصداع وآلام بالرأس.
حمى وارتفاع في درجة الحرارة.
عدم تحمل الضوء.
حدوث تشنجات وتصلب في الرقبة.
الشعور بآلام متفرقة في الجسم وإرهاق وضعف عام.
تقيؤ المستمر.
4- أعراض الدرن في المناطق الأخرى من الجسم
قد يظهر مرض الدرن كذلك في مناطق أخرى من الجسم، مثل الكلى والأمعاء ومنطقة البطن، وهذه أهم الأعراض الظاهرة:
ألم في البطن.
إسهال.
نزيف في منطقة الشرج.
كما تعتمد الأعراض على الجزء المصاب تحديداً في منطقة البطن، فمثلاً عند الإصابة بالدرن في الكلى، قد يتسبب هذا في ظهور الدم في البول.
تحليل الدرن (السل)
تحليل الدرن أو السل هو أداة التشخيص الأكثر استخدامًا وشيوعا لمرضى السل، حيث إنه اختبار بسيط للجلد، لاسيما اختبارات الدم تصبح اعتيادية بشكل أكبر.
حيث يتم ذلك عبر حقن كمية صغيرة من مادة تسمى PPD لعلاج السل تحت الجلد مباشرةً بالجزء الداخلي من الساعد، مما ينتج عنه الشعور بوخزة بسيطة فقط من الإبرة.
ففي غضون فترة تتراوح ما بين 48 إلى 72 ساعة، يقوم أخصائي رعاية صحية بفحص الذراع للكشف عن وجود تورم في مكان الحقن أم لا، فإذا وجد ذلك فقد يعني أنه من المحتمل أن يكون الشخص مصابًا بعدوى السل.
ما هي أسباب مرض السل (الدرن)
إن السبب الأكثر شيوعا وانتشارا حول مرض السل تنجم في حدوث بكتيريا تنتشر من شخص لآخر عبر قطرات مجهرية تنطلق في الهواء، حيث يمكن أن يحدث ذلك مع الشكل النشط غير المعالج من السل: الكحة أو التحدث أو العطس أو الغناء أو البصق أو الضحك.
كما تحدث العدوى بمجرد استنشاق الشخص السليم عددًا صغيرًا من هذه الجراثيم، مما ينجم عن تمركز الجراثيم في الرئتين وتبدأ بالنمو، وبالتالي انتقالها عن طريق الدم لتصيب أجزاء مختلفة من جسم المريض.
فترة حضانة مرض السل
تشير الأبحاث والدراسات الطبية أن فترة حضانة مرضى السل قد تمتد لفترة تتراوح ما بين 4-12 أسبوعا، وقد تمتد أيضاً إلى سنوات.
هل مرض السل معدي بعد العلاج
أن كثيرا من التخوفات تثار حول مدى خطورة مرض السل، وما إذا كان معديا أم لا؟
على الرغم من أن السل يعد من الأمراض المعدية، إلا أنه يصعب التقاطه، فمعظم الأشخاص المصابين بالسل النشط الذين تلقوا علاجًا دوائيًا ملائمًا لمدة أسبوعين على الأقل لا يعودوا معديين.
وذلك في الوقت الذل كشفت فيه الدراسات أن مرض السل يعد من الأمراض المعدية التي تتميز بسرعة الانتشار، حيث ينتقل هذا المرض من شخص لآخر بواسطة الهواء، وذلك عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس أو التحدث أو البصق، ذلك لأن جراثيم السل تتميز بأنها تحافظ على نشاطها وقدرتها على الحركة في الهواء خارج جسم المريض.
ما هو علاج مرض السل
إن العوامل الأساسية لعلاج مرض السل تكمن في العلاج الدوائي طويل المدى.
ويتميز هذا العلاج بانه يستغرق وقتا طويلا لقتل جميع بكتيريا السل، لذا فقد تستمر فترة العلاج ستة أشهر على الأقل.
ويختلف العلاج على حسب نوع المرض ذاته، فإذا كان المصاب يعاني من السل الكامن، فقد يحتاج إلى تناول نوع أو نوعين على الأكثر من أدوية السل، حيث يستلزم السل النشط العديد من الأدوية في وقت واحد.
هل يشفى مريض السل تماما
هل يمكن أن يصبح المصاب معافا تماما بعد العلاج؟
تشير الأبحاث إلى أنه يمكن ان يعالج المصاب تماما بتناول مجموعة من المضادات الحيوية الخاصة لفترة قد تمتد لستة أشهر؛ حيث يتم شفاء المريض بصورة تامة إذا التزم بطرق العلاج وذلك لتوجيهات الطبيب المعالج، كما تختلف فترة العلاج حسب نوع السل والجزء المصاب من الجسم.
الوقاية من مرض السل (الدرن)
إن مرض السل يعد من الأمراض المعدية، فكيف يمكن الوقاية منه؟
6 نصائح للوقاية من مرض السل
ينتقل مرض السل من الأشخاص المصابين عن طريق قطرات اللعاب أو المخاط الملوثة بالمرض، لذا يجب اتباع الآتي:
1- تجنب الأماكن المزدحمة، وكذلك تجنب التواصل أو قضاء فترة طويلة مع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم الحالية بمرض السل.
2- من طرق الوقاية تلقي لقاح الدرن الذي يعرف أيضًا بلُقاح عصية كالميت غيران، والذي يقدم كجزء من برامج التطعيم الوطنية الموجهة للأطفال في العديد من البلدان بهدف الوقاية من الإصابة بالسل.
3- في حالة الإصابة يجب تجنب الذهاب للمدرسة أو العمل والبقاء في المنزل، والنوم بغرفة منفصلة، خاصة خلال الأسابيع الأولى من تلقّي العلاج.
4- يجب فتح النوافذ المنزلية لتهوية الغرفة؛ نظرا لأن بكتيريا الدرن تنتقل بسهولة أكبر في الأماكن الصغيرة المغلقة لعدم تحرك الهواء فيها.
5- استخدام مناديل ورقية لتغطية الفم أثناء الضحك، أو العطاس، أو السعال، ويجب التخلّص منها مُباشرةً عن طريق وضعها في سلّة المهملات داخل كيس مُحكم الإغلاق.
6- ارتداء الكمامات عند حضور الأشخاص الآخرين لتقليل خطر انتقال العدوى؛ خاصة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من تلقي العلاج.
ولا يزال مرض السل من الأمراض المعدية الأكثر خطرا في العالم، فما الجهود المبذولة لتفادي ذلك؟ إنه الاهتمام من المنظمات الدولية بتخصيص يوم عالمي للسل.
اليوم العالمي لمرض السل
يحتفل العالم بذكرى اليوم العالمي للسل في 24 آذار/ مارس من أجل تثقيف المجتمعات ونشر الوعي.
ويرجع هذا اليوم لتخليد ذكرى اليوم نفسه من عام 1882
الذي أعلن فيه الدكتور روبرت كوخ عن اكتشافه للبكتيريا التي تسبب السل
مما مهد الطريق لتشخيص هذا المرض وعلاج المصابين به.
وبسبب الجهود المبذولة دوليا للقضاء على هذا المرض في عام 2012
انخفض عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب هذا المرض من 8.6 مليون شخص إلى 1.3 مليون شخص.
وفي اليوم العالمي للسل 2020، حمل شعار “حان الوقت” على الضرورة الملحة للعمل على الوفاء بالالتزامات التي قطعها قادة العالم من أجل تحقيق ما يلي:-
– تعزيز الاستفادة من فرص الوقاية من المرض وعلاجه.
– تعزيز المساءلة.
– ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام، بما في ذلك لأغراض البحوث.
– الترويج لإنهاء الوصم والتمييز الناجمين عن السل.
– تعزيز الاستجابة للسل على نحو منصف يراعي الحقوق ويركّز على الناس.